قال مصرفيون في دبي ان الاستثمارات الخليجية الخارجية تكبدت في الاسابيع الماضية خسائر كبيرة تُقدر بمئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية بسبب تدهور سعر الصرف على مدار الاسابيع الماضية، خصوصاً في الاسبوع المالي الماضي عندما بلغ سعر صرف الجنية ادنى مستوياته منذ 15 عاماً. وأوضح المصرفيون ان الجزء الاكبر من خسائر المستثمرين الخليجيين لم يكن فورياً وبشكل مباشر على شكل سيولة نقدية لكن كان معظمها خسائر دفترية من خلال الاستثمارات الضخمة التي يملكها المواطنون الخليجيون والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والصناديق في بريطانيا على شكل استثمارات ثابتة في العقارات وفي الصناديق واسواق المال البريطانية. وقال مصرفي ل"الحياة" من دون ادنى شك "تكبد المستثمرون في الخليج خسائر كبيرة بسبب تدهور سعر صرف الجنيه وسط مخاوف من ارتفاع الخسائر في حال استمرار الجنيه في الانخفاض وهذا غير مستبعد". وقال: "سترتفع الخسائر بقوة في الاسابيع المقبلة". لافتاً الى الاستثمارات الثابتة وهي في غالبيتها من العقارات ولا يمكن تحريكها بسهولة وستبقى بحوزة المستثمرين في المديين القصير والمتوسط وبالتالي فان المخاوف تتزايد حيث من المرجح ان تكون اكبر الاستثمارات متضررة. وأشار احد سماسرة العقار الاجانب في دبي الى أن المستثمرين الخليجيين حققوا مكاسب جيدة العامين الماضيين اثر ارتفاع القيم السوقية لعقاراتهم في بريطانيا الى مستويات عالية بعدما شهدت السوق العقارية البريطانية في الاعوام الثلاثة الماضية طفرة سعرية اضافت مكاسب كبيرة الى الاستثمارات الخليجية. واعتبر انه عند تقويم تلك الاصول بالدولار الاميركي او بالعملات الخليجية تكون المكاسب السعرية الناجمة عن الطفرة العقارية تلاشت او في طريقها الى التلاشي بسبب الضعف الكبير الذي ضرب الجنيه تجاه الدولار بشكل اساسي. وكان الاسترليني فقد على مدار الاسابيع الماضية ما يزيد على ثمانية في المئة من قيمته تجاه الدولار وكانت اكبر الخسائر في الاسبوع الماضي عندما تدنى سعره الى مستوى 1.377 دولار. في غضون ذلك رأت مصادر مصرفية ان من شأن الانخفاض الحاد لسعر صرف الاسترليني دفع عدد كبير من المستثمرين في الخليج الى اغتنام الفرصة الحالية ونقل جزء من استثماراتهم من العملات المحلية والدولار الى الجنيه لأن بعض المستثمرين يعتقد ان ما أصابه حالة موقتة في طريقها الى الزوال خلال فترة قصيرة استناداً الى متانة الوضع الاقتصادي البريطاني مقارنة بالاوضاع في عدد من دول العالم. واعتبرت مصادر سياحية في دبي ان تراجع الجنيه سيشجع عدداً كبيراً من العائلات الخليجية الى العودة بقوة الى السوق البريطانية الصيف الحالي خصوصاً ان بريطانيا تمثل مقصداً تقليدياً للخليجيين. ومن المتوقع ان يعزز تراجع قيمة الجنيه خلال هذه الفترة موقع بريطانيا السياحي مع الانخفاض المتوقع لتكاليف السفر والاقامة فيها.