قال مسؤول كبير في البيت الابيض ل"الحياة" ان الرئيس جورج بوش وكبار مستشاريه يعتقدون بأن توصيات "لجنة ميتشل" تعطي الاسرائيليين والفلسطينيين فرصة لانهاء دورة العنف عليهما التقاطها. واعتبر أن تقرير اللجنة يراعي مشاعر الجميع وفيه تحليل عميق للمشاكل ويعطي افكاراً ذكية لسبل التحرك الى أمام. وأوضح أن الرئيس أراد من خلال اتصاله يوم الأربعاء مباشرة برئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون والرئيس ياسر عرفات "حضهما على القيام بذلك". وأضاف المسؤول أن قادة المنطقة يساعدون، باستخدامهم توصيات "لجنة ميتشل" لوقف دائرة العنف، الرئيس جورج بوش على استخلاص هل هناك نية سياسية لدىهم للعودة الى الحوار. وأكد ان الادارة الاميركية لن تتردد في توجيه الانتقادات إلى اسرائيل اذا قامت بتصرفات لا تتناسب مع الجهود الرامية الى اعادة الاستقرار ووقف العنف. وذكر أن الكلام على أن الرئيس "مبتعد ولا يتدخل في ملف السلام" لا يخدم الهدف، "فمنذ تسلمه حتى اليوم صرف وقتاً كثيراً في هذه القضية، وأول اجتماع للامن القومي في شباط فبراير الماضي خصص لهذه القضية، وهو تحدث تقريباً مع كل القادة العرب واستضاف حتى اليوم أربعة منهم في البيت الابيض. ولا شك في ان اسلوبه مختلف عن اسلوب سلفه، لكن انخراطه في القضية عميق. وكان اتصاله الأخير بعرفات وشارون ليقول عليكما الافادة من هذه الفرصة لوقف دورة العنف". وسئل عن اسلوب تحرك الادارة في المستقبل، فأجاب أن "تقرير ميتشل" يعطي اقتراحات لتعزيز الثقة وخطوات على كل طرف ان يتخذها، كما يتضمن دعوة إلى استئناف المفاوضات ووقف الاستيطان، و"نعتقد بأن هذه الاقتراحات مفيدة لكن الخطوة الاولى كما ورد في التقرير بوضوح هي وقف غير مشروط للعنف". وهل هناك احتمالات لجراء مفاوضات بوجود شارون على رأس الحكومة الاسرائيلية؟ أجاب: "العنف لن يؤدي الى حل سياسي، الاتجاه السياسي في اسرائيل منذ بداية العنف يسير على نحو لا يجده الفلسطينيون مريحاً. نريد ان نرى في الاسابيع المقبلة خطوات من الطرفين لوقف العنف، السفيران بيرنز وانديك والقنصل شلايكر سيعملون مع الطرفين في الايام والاسابيع المقبلة لاستكشاف امكان تحديد مهلة زمنية واستعادة التعاون الامني والتوصل الى تفاهم على متابعة الخطوات. سنستمع الى ما يقوله الطرفان، واذا كان هناك دور مناسب من خلال اعطاء افكار او لعب دور المسهل فإننا سنقوم بذلك. ولكن في غياب الرغبة السياسية لقادة الطرفين لا غير يتوقع تحقيق الكثير". وعن تردد الادارة الحالية مخافة أن تلقى جهودها ما أصاب جهود الادارة السابقة، قال المسؤول الأميركي: "لهذا الجزء من العالم مكانة خاصة، انه يتعلق بمصالحنا القومية. لم نيأس نتيجة ما حصل في السابق لكننا نبحث عن السبل الصحيحة للمساهمة والسير الى أمام. نستطيع ان نساعد ونشجع وندفع القادة نحو الطريق المناسب، لكن القرارات اسرائيلية وفلسطينية وعربية. والولاياتالمتحدة ستشارك باسلوب مختلف، من دون احتفالات لالتقاط الصور بل بديبلوماسية هادئة". ولمح إلى ما سماه "الدعم العربي البسيط" لعرفات لاتخاذ القرارات الصعبة، الصيف الماضي في كمب ديفيد، "ونريد الآن ان نرى المصريين والأردنيين ودول الخليج والمغرب أكثر تدخلاً لاعطائه الدعم السياسي للمضي قدماً. الرئيس يريد توسيع المناقشات من أجل بناء معسكر أوسع يدعم السلام والحوار السياسي، وهناك حوار أوسع بين واشنطن والعواصم العربية للاستماع اليها وتأمين دعمها لتأمين الاستقرار في المنطقة لأنه مهم لمصالح اصدقائنا القومية". وشدد على وجوب عدم ضرب اسرائيل مؤسسات السلطة، مشيراً إلى أن بعض قرارات القيادة الفلسطينية "اثرت في العملية السياسية في اسرائيل. فهل كانت القيادة الفلسطينية تمنت، في مراجعة للماضي، لو أنها اتخذت قرارات مختلفة". وحول تجنب ادارة بوش الصدام مع اسرائيل، قال: "لا نبحث عن خلاف مع اسرائيل لكننا مستعدون لانتقاد ممارساتها حين لا تكون مفيدة لعودة الاستقرار. ونعتبر ان ابنية جديدة في المستوطنات خصوصاً في ظل هذه الاوضاع المتفجرة هي غير مفيدة. هذا شيء على الطرفين ان يتفاهما عليه ولا تفرضه الولاياتالمتحدة". وبالنسبة الى دعوة عرفات إلى واشنطن قال المسؤول: "في هذه المرحلة التركيز هو على وقف العنف. هناك اقنية عدة للاتصال به. لا نعتقد بأن زيارته لواشنطن في هذه المرحلة تخدم هذا الهدف. حين يرى الرئيس بوش جهوداً ملموسة وجدية ومنظمة لوقف العنف، فإن ذلك سيؤدي الى بداية جديدة للحوار بين الولاياتالمتحدة والفلسطينيين. وهناك حوار الآن. نريد أن نرى خطوات من جانب عرفات، مثل الستفادة من تقرير ميتشل، واستغلال هذه الفرصة. هذه كانت رسالة الرئيس بوش له". وعن بعض التقارير التي تحدثت عن رفض ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز دعوة لزيارة واشنطن، قال المسؤول الأميركي: "إن الأمير عبدالله لم يرد دعوة إلى زيارة واشنطن، هناك دعوة لكي يلتقي الرئيس بوش، حين تسنح الفرصة. السعودية صديق مهم وقيّم للولايات المتحدة، والرئيس بوش يحبذ أن يجلس مع ولي العهد كما فعل مع عدد من القادة العرب والافادة من نصائحه. نرغب في حصول ذلك". وبالنسبة إلى العلاقات السورية - الأميركية قال: "ما زلنا مهتمين باستكشاف هل هناك أرضية لتحسين العلاقات الأميركية - السورية أ لا. آمل بأن نجد طريقة لتعزيز العلاقات، حتى في الوقت الذي نعمل في القضايا الصعبة مثل النزاع العربي - الإسرائيلي والعراق لم نتخل عن الرغبة في العمل مع الرئيس الأسد، وما زلنا نرى إمكان تعزيز العلاقات". وبمناسبة ذكرى انسحاب إسرائيل من جنوبلبنان، دعا المسؤول الأميركي كل الأطراف إلى تجنب التصعيد، وطالب "حزب الله" باحترام "الخط الأزرق".