بدأت الولاياتالمتحدة نشاطها الديبلوماسي الهادف الى تطبيق توصيات "لجنة ميتشل"، ومن المتوقع أن يلتقي الموفد الأميركي الخاص وليم برتز اليوم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، مدشناً مرحلة جديدة م نتدخل واشنطن في قضية الشرق الأوسط. واتهم الفلسطينيون اسرائيل أمس باغتيال أحد قياديي حركة "فتح" الذي شيع جثمانه وسط هتافات تطالب بالثأر. شيّع عشرات المسلحين من أنصار حركة "فتح" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في نابلس امس جثمان الشهيد عزام مزهر الذي قتل في انفجار سيارة كانت تقل خمسة أشخاص لدى توقفها في شارع في مخيم بلاطة قرب نابلس مساء اول من امس. واصيب في الحادث محمود حبش وكامل شرايعة من "فتح" ورضا خالد وكميل ابو حنيش من كوادر "الجبهة الشعبية"، فيما جرح مواطنان كانا يسيران في الشارع لدى وقوع الانفجار الذي تركز في الجزء الخلفي من السيارة. ووسط اطلاق كثيف للنار فوق رؤوس سبعة آلاف مشيّع تتقدمهم ثلاث سيارات عسكرية فلسطينية، اعلن علي فراج، أحد أبرز قياديي "فتح" في نابلس، ان الحركة ستردّ على اغتيال كوادرها بمزيد من المقاومة والوحدة الوطنية والمواجهة. وقال: "ان نهج الاغتيال الذي يعتمده رئيس الوزراء ارييل شارون وعسكريوه ضد الشعب الفلسطيني لن يثنينا عن النضال وسيفشل شارون في تحقيق وعده للاسرائيليين بتحقيق الامن ... فالامن لن يتحقق بالاجرام والهمجية". وترددت في المسيرة عبارات طالبت بالانتقام والرد على ما اعتبرته "فتح" في بيان وزع في الضفة "جريمة اقترفتها الاستخبارات الاسرائيلية" ضد عدد من الكوادر في مخيم بلاطة ليل السبت - الاحد. وافادت مصادر في نابلس ان جهاز الاستخبارات الفلسطينية اعتقل صباح خاطوري من سكان مخيم عين بيت الماء قرب نابلس، مرجحة ان يكون سلّم المجموعة حقيبة احتوت قنابل يدوية وذخائر. وقالت مصادر اخرى ان التحقيق "ما زال في بدايته ولا يمكن التأكد هل العملية مدبرة ام انها نجمت عن خطأ فني". من جانبها، حمّلت السلطة الفلسطينية ايضاً الحكومة الاسرائيلية مسؤولية الحادث الذي اعتبره رئيس المجلس التشريعي احمد قريع استكمالاً "لاساليب أخرى للهجمة الاسرائيلية الشرسة ضد الشعب الفلسطيني". وقال ل"الحياة" ان "حكومة شارون لم توفر طريقة للنيل من الفلسطينيين الا واتبعتها، وهو ما يفند الادعاء بأنها اوقفت النار". التحرك الاميركي وعن التحرك الاميركي الذي يقوده السفير وليام بيرنز، قال قريع: "من المقرر ان يلتقي الرئيس ياسر عرفات المبعوث بيرنز المكلف من الوزير كولن باول وسنرى ان كانت لدى الاميركيين خطة عملية وان كانوا غادروا مواقفهم المنحازة لاسرائيل". وتابع ان الموقف الفلسطيني واضح وسيتم ابلاغه لفريق بيرنز، وهو اعتماد تقرير "لجنة ميتشل" قاعدة انطلاق مقبولة، لكن بكامل بنوده كآلية لوقف الاحداث واعتماد المبادرة الاردنية المصرية للعودة الى المفاوضات. ومن المقرر ان يلتقي عرفات مع بيرنز اليوم في رام الله بعد لقائه شارون. وسيواصل المبعوث الاميركي جولاته المكوكية حتى مساء الاثنين او صباح الثلثاء. "حماس" تتوعد وفي غزة، هددت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بشن المزيد من الهجمات الانتحارية ضد أهداف اسرائيلية. وقال أحد الناطقين باسم الحركة خلال تشييع جثمان الشهيد حسين ابو نصر 22 عاماً منفذ الهجوم الانتحاري قرب مستوطنة "نتساريم"، ان "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري للحركة ستنفذ عمليات انتحارية وهجمات مسلحة جديدة. وشارك في التشييع آلاف المواطنين الذين رددوا هتافات تدعو الى الانتقام لدماء الشهداء. وفيما وزع عدد من الشبان الحلويات والسكاكر ابتهاجاً بتنفيذ العملية، زغردت نسوة بدلاً من البكاء على روح الشهيد الذي قاد اول من امس شاحنة مفخخة الى موقع عسكري اسرائيلي عند أحد طرفي مفترق الشهداء شرق مستوطنة "نتساريم" جنوبغزة. الى ذلك، اطلق مقاتلون فلسطينيون فجر أمس عدداً من قذائف "الهاون" في اتجاه مستوطنة "رنج يام" غرب رفح. وتبنت الهجوم "قوات المقاومة الشعبية الفلسطينية" التابعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، مشيرة الى ان القذائف جاءت "رداً على مجازر الاحتلال الصهيوني" و"وفاء لدماء الشهيدين شادي صيام وعلاء البوجي". كذلك سقطت قذيفة "هاون" ليل الجمعة - السبت على مستوطنة "كفار داروم" من دون وقوع اصابات، فيما وقعت اشتباكات مسلحة خفيفة بين مقاتلين فلسطينيين وقوات الاحتلال قرب الحي النمسوي جنوب مدينة خانيونس ليل الجمعة - السبت. واغلقت قوات الاحتلال مفترق الشهداء قرب مستوطنة "نتساريم" امس امام حركة الفلسطينيين ومنعتهم من التنقل بين مدينة غزة والمنطقة الوسطى من القطاع، ما تسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين الذين اضطروا الى الالتفاف عن الطريق الساحلية المحاذية لشاطئ البحر من اجل الوصول الى أماكن عملهم ومقاعد الدراسة في جامعات غزة.