هاجم رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع العمليات الفدائية التي يسقط فيها "مدنيون اسرائيليون"، معتبرا أنها تعرقل إقامة الدولة الفلسطينية وأن استمرار العدوان والحصار الاسرائيلي والصراع بين قادة الاجهزة الامنية يعطل تطبيق الاصلاحات الفلسطينية. ورحب بما يسمى قرار حكومة الليكود الانسحاب من غزة. جاء ذلك في كلمته أمس امام المجلس التشريعي الفلسطيني في رام اللهبالضفة الغربية. والقى قريع خطابه نزولا عند طلب المجلس التشريعي الذي طالبه بتقديم حصيلة عمل الحكومة منذ تسلمه مهامه في 12 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقال قريع لقد اتخذنا بضع خطوات على طريق اعادة تنظيم الاجهزة الامنية .. والبدء بنشر قوات الشرطة بالزي الرسمي وغير ذلك من اجراءات وتدابير ادارية وميدانية لكننا نصارحكم القول ان نتائج ما حققناه يظل محدودا جدا لاسباب ذاتية وموضوعية تتعلق بالانفلات والصراع بين الاجهزة وبين قادتها ناهيكم عن الاعتداء الاسرائيلي المستمر والدائم ضد شعبنا وسلطته الوطنية. واضاف قريع انه لم تختلف معطيات البيئة السياسية الراهنة عما كانت عليه عشية تشكيل الحكومة من عدوان وحصار مستمر وحال اقتصادي متدهور ووضع امني داخلي يدعو للقلق بشكل متزايد. ووجه قريع اللوم الى الاسرة الدولية والولايات المتحدة وانحيازها لاسرائيل. وقال لم تتوقف سياسة الاغتيال والاعتقال وسياسة الحصار والاغلاق بما في ذلك الحصار الغاشم المفروض منذ عامين على رئيسنا المنتخب الاخ ابو عمار (ياسر عرفات) ويجري ذلك كله في ظل صمت دولي مريب وفي ظل تحيز اميركي سافر. وصوت نواب المجلس التشريعي لصالح احالة تقرير رئيس الوزراء الى لجان مختصة على ان تعود اللجان الى المجلس بتوصياتها حول ما جاء في التقرير. وقال احمد قريع للنواب ان التقرير ليس مثاليا وانما هو الاول ونعدكم بان تكون تقاريرنا القادمة اكثر شمولية وان تكون اعمالنا جميعها خاضعة لمساءلتكم. كما أدان قريع الهجمات المسلحة الفلسطينية على "المدنيين الإسرائيليين" وقال إنها أضرت بالجهود الفلسطينية من أجل إقامة دولة مستقلة بتحويل المجتمع الدولي ضدها. وقال إن تلك الهجمات استغلت كذريعة لمواصلة العدوان الشامل وفرض العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني بالاعلان الاسرائيلي للانسحاب الأحادي من قطاع غزة، شريطة أن يكون ذلك خطوة أولى في جهود السلام، رغم أن اعلان اسرائيل بشأن ذلك ما زال يكتنفه الغموض والتشكيك. وقال من حيث المبدأ نرحب بالانسحاب الإسرائيلي من أرضنا الفلسطينية"، غير أنه قال إن أي انسحاب ينبغي أن يفتح الطريق لاستئناف عملية السلام ويعقبه انسحاب كامل من الضفة الغربية. وقال إنه لا يتعين أن تنقل إسرائيل مستوطني قطاع غزة إلى مستوطنات الضفة الغربية أو تستغل الانسحاب من غزة كغطاء لضم المجمعات الاستيطانية بالضفة حسبما اقترح بعض أعضاء حكومة رئيس الوزراء ارئيل شارون. ويخضع احمد قريع اليوم الخميس لفحوصات طبية بعد شعوره بغشاواة في عينه اليسرى نتيجة توسع الاوعية الدموية للعين، كما افادت مصادر في المجلس التشريعي الفلسطيني. وكان قريع اجرى فحوصات الاثنين في مستشفى المقاصد في القدسالشرقية ومن المقرر ان يستكمل هذه الفحوصات اليوم. وكان من المقرر ان يلقي خطابه اليوم الخميس الا انه قدم موعده الى أمس حتى يتسنى له استكمال علاجه. كما نقلت فرانس برس عن مسؤول فلسطيني ان قريع سيلتقي اليوم الخميس في القدس الفريق الامريكي الزائر للمنطقة الذي يقوده مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز. وقال: إن وفدا فلسطينيا برئاسة احمد قريع وعضوية صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات سيلتقي في القدس الفريق الامريكي اليوم الخميس. وكانت وزارة الخارجية الامريكية اعلنت الثلاثاء ان الفريق الامريكي سيتوجه هذا الاسبوع الى عمان والقاهرة بعد بروكسل واسرائيل. ويضم هذا الفريق ايضا مساعد مستشارة الامن القومي في البيت الابيض ستيفن هادلي ومسؤول ملف الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي اليوت ابرامز. ميدانيا ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية وفلسطينية أن القوا ت الاسرائيلية المتمركزة على ضواحي مستوطنة غوش قطيف جنوبي قطاع غزة قتلت امس ثلاثة فلسطينيين. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم مسلح ضد الجنود الاسرائيليين مضيفة أن الجنود قتلوا الثلاثة بعد تبادل لاطلاق نار استمر لفترة قصيرة. وحذرت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة (فتح) الوفد الامريكي برئاسة بيرنز من دخول الاراضى الفلسطينية وقالت فى بيان لها ان هذه الزيارة مرفوضة وستكون عواقبها غير مرغوبة بالنسبة للادارة الاميركية الظالمة.. مبررة موقفها بالقرارات الاميركية الجائرة ضد الشعب الفلسطينى ومساندتهم للعدو الصهيونى بالفيتو فى مجلس الامن ضد قرار يدين اسرائيل لاغتيالها مؤسس حماس احمد ياسين. والمتقبل الجنود الاسرائيليون ستة فلسطينيين في الضفة الغربية واثنين تم القبض عليهم في قرية اليامون قرب جنين وناشطا من حركة فتح. وفي نابلس اعتقل الجنود أحد أعضاء الجناح العسكري لحركة فتح.