أثبتت الهجمات المتواصلة على مخيم رفح في غزة وقرى ومدن الضفة الغربية ان الحكومة الاسرائيلية لم تلتزم قرارها "وقف النار من جانب واحد"، حسبما أعلن رئيس وزرائها ارييل شارون. وأفادت مصادر طبية امس ان فلسطينيين استشهدا واصيب خمسة بجروح، بينهم طفل وشاب معوق توفي لاحقاً، في قطاع غزة، ووصفت حال اثنين منهم بالخطرة. واكدت ان "ثلاثة فلسطينيين بينهم الطفل بهاء برهوم 11 عاماً والشاب المعوق شادي صيام 20 عاماً، أصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عودتهم الى منازلهم في مخيم يبنا للاجئين في رفح قرب الحدود مع مصر، فيما قتل علاء البوجي قرب مستوطنة رفيح يام". وأشارت المصادر الى ان "الطفل برهوم أصيب برصاصة في رقبته أثناء عودته الى منزله من مدرسته في المخيم حين فوجئ بإطلاق الجيش الاسرائيلي رصاصة عليه من دون وقوع مواجهات في المنطقة، فيما أصيب صيام برصاصة في الصدر" وتوفي في المستشفى. وأوضحت "ان فلسطينيين اصيبا برصاص الجيش الاسرائيلي في منطقة الشيخ عجلين قرب مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة احدهما حسني حجازي وهو في حالة خطرة". وبعد الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال على مخيم "يبنا" للاجئين ومدينة رفح، أول من امس، واستمر حوالى 4 ساعات متواصلة، اصيب خلاله اكثر من 43 فلسطينياً بينهم 28 طفلاً، عاود الجيش الاسرائيلي اقتحام أراض فلسطينية جديدة، وهدم عدداً من المنازل وجرف 50 دونماً من الأراضي الزراعية، واقتحمت قوات الاحتلال منطقة المغراقة، وحي الشيخ عجلين اللذين تقام على أراضيهما مستوطنة "نتساريم" اليهودية، مرتين امس، الأولى عند منتصف الليل، والثانية في ساعات الصباح. وخلفت الجرافات ودبابات الاحتلال الدمار الشامل قبل ان تعود لتتمركز في مستوطنة "نتساريم". وتوغلت الدبابات والجرافات مسافة 1500 متر في المنطقة "أ" الواقعة جنوب مدينة غزة انطلاقاً من المستوطنة، في اتجاهين: الى الشمال والى الغرب، حيث اغلقت الطريق الساحلية التي تربط مدينة غزة بالمنطقة الوسطى من القطاع، بمحاذاة شاطئ البحر. وقصفت الدبابات بقذائف المدفعية المنازل السكنية الباقية فيها، ما ألحق أضراراً جسيمة بها، وأدى الى اصابة عدد من المواطنين بجروح. وكانت الجرافات هدمت في الهجوم الأول عدداً من المنازل والاكشاك والمحال التجارية في منطقة المغراقة، تنفيذاً للتهديدات التي اطلقها قادة الجيش الاسرائيلي ووجهوها للسكان بإخلاء المنازل تمهيداً لهدمها. وفي مدنية رفح تجددت المواجهات المسلحة مع قوات الاحتلال التي حاولت امس لليوم الثاني على التوالي، اقتحام مخيم "يبنا" للاجئين الواقع على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، ما اسفر عن سقوط شهيد واصابة عدد من المواطنين. وقال العقيد محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة، امس، ان "شارون أعلن ما يسمى وقف اطلاق النار، وفي الوقت نفسه قامت قوات الاحتلال بعده بساعات بالهجوم على بلدة بيت جالا في الضفة، وهاجمت ثلاث مناطق في القطاع"، إضافة إلى هجوم في رفح أول من أمس. وشدد دحلان على ان ما سبق يشكل "دليلاً قاطعاً على ان الجيش الاسرائيلي يعمل طبقاً لخطته الخاصة".