غزة - "الحياة" - افاق الفلسطينيون في قطاع غزة صباح أمس من نومهم على صوت ثلاثة صواريخ أرض - أرض تخترق سماء مدينة غزة، بصوتها المميز الذي اعتادوا سماعه في الأسابيع الأخيرة. وتدخلت العناية الألهية، على حد اعتقاد الكثير من المواطنين، للحؤول دون وقوع كارثة، إذ سقط صاروخان في مياه البحر المتوسط، على بعد مئتي متر من شاطئ مدينة غزة، وسقط الثالث في قطعة أرض زراعية قريبة من مصنع للخرسانة الجاهزة، يقع شرق مدينة غزة. وأطلقت الصواريخ الثلاثة من منصات نشرتها قوات الاحتلال قرب معبر المنطار شرق المدينة، من ضمن مناطق أخرى تقع في بيت حانون ودير البلح وخان يونس في اتجاه مقرات أمنية وعسكرية، في ما يبدو، إلا أن خللاً ما حرفها عن أهدافها. ودرجت إسرائيل في الاسابيع الأخيرة على توجيه ضربات صاروخية إلى مقرات السلطة الفلسطينية، خصوصاً العسكرية منها والأمنية بقصف نهاري وليلي. وجاء اطلاق الصواريخ أمس بعدما توغلت قوات الاحتلال نحو 1200 متر داخل الأراضي الفلسطينية المصنفة أ شمال مدينة خان يونس ليل الخميس - الجمعة، بعد وقت قصير على تساقط عدد من قذائف الهاون على مستوطنات يهودية. وسقطت إحدى القذائف قرب أحد منازل المستوطنين في مستوطنة "نيرعام" الواقعة خلف الخط الأخضر شرق مدينة غزة، من دون أن يصاب أحد بأذى، حسب ناطق عسكري إسرائيلي. وسقطت قذيفتان على مستوطنة "نتسرحزاني" الواقعة ضمن تجمع "غوش غطيف" الاستيطاني الذي يحتل أراضي ضواحي مدينة خان يونس ويفصلها عن شاطئ البحر. وفي أعقاب سقوط القذيفتين اللتين لم تسفرا سوى عن أضرار في أحد منازل المستوطنة، اجتاحت قوات الاحتلال بالدبابات والجرافات بلدة القرارة شمال خان يونس، وتوغلت داخل أراضيها الزراعية. وقالت مصادر فلسطينية تقطن المنطقة ل"الحياة" إن أربع دبابات وجرافتين ضخمتين اقتحمت المنطقة عند السابعة من ليل الخميس - الجمعة، إلى أن وصلت إلى مدرسة ابتدائية في البلدة. وواصلت الدبابات التوغل في أراضي البلدة، متقدمة من جهة الغرب في اتجاه طريق صلاح الدين الرئيسة جهة الشرق، الذي يربط شمال قطاع غزةبجنوبه، الواقع على بعد نحو 1200 متر عن المستوطنة اليهودية. وقال المواطنون إنهم اعتقدوا للوهلة الأولى أن قوات الاحتلال تنوي إعادة احتلال المنطقة والتمركز فيها، قبل أن تعود أدراجها وتنتشر في مناطق مختلفة، لا تبعد أكثر من 300 متر عن المستوطنة، وتفرض حصاراً على المنطقة. ودعا جنود الاحتلال سكان المنطقة، عبر مكبرات الصوت، إلى اخلائها والرحيل عن منازلهم. وقالت المصادر ذاتها إن عدداً من الناس، خصوصاً النساء والأطفال، أخلوا عدداً من المنازل تحسباً لقصفها أو تدميرها من قبل جرافات الاحتلال ودباباته. ويعتبر التوغل الجديد في القرارة، ثاني أكبر توغل لقوات الاحتلال، بعد توغلها الأسبوع الماضي مسافة 1500 متر داخل أراضي مدينة دير البلح وسط القطاع، في أعقاب هجوم شنه مقاتلون فلسطينيون ضد موقع عسكري إسرائيلي وأسفر عن اصابة جنديين بجروح متوسطة. وقال المواطنون إن جرافات الاحتلال شرعت في تجريف الأراضي الزراعية في منطقة الشطر الغربي القريبة من بلدة القرارة، وفي البلدة نفسها، انتقاماً من المواطنين لسقوط قذائف الهاون. كما قصفت قوات الاحتلال مساء الخميس مدينة الزهراء الحديثة البناء ومنطقة المغراقة في اعقاب سقوط قذيفة هاون، على حد قول ناطق عسكري إسرائيلي، على مستوطنة "نتساريم" اليهودية المقامة على أراضي المغراقة. واطلقت قوات الاحتلال قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة في اتجاه المنطقة ومدينة الزهراء الواقعة جنوب مستوطنة "نتساريم"، ما أدى إلى اصابة مواطن واحد بجروح متوسطة نقل على اثرها إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة لتلقي العلاج. وفي الوقت الذي تناهى إلى مسامع الغزيين نبأ العملية الانتحارية التي وقعت في ناثانيا قرب تل أبيب صباح أمس، بدأ المواطنون في اتخاذ الحيطة والحذر، وأخليت مقرات الأجهزة الأمنية والعسكرية تحسباً لقصف بات متوقعاً عند كل هجوم يشنه الفلسطينيون، وأحياناً من دون هجمات، في إطار سياسة المبادرة التي اعتمدتها حكومة ارييل شارون أخيراً. ويلاحظ أن الهجمات الانتحارية تحظى بتأييد واسع في الشارع الفلسطيني، الذي يعتقد بأنها الوسيلة الأنجح للانتقام للشهداء الذين يقتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي باستمرار. وفي غزة ا ف ب، اعلن مسؤول في مستشفى الشفاء ان خمسة فلسطينين بينهم ثلاثة اطفال اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي اثناء لعبهم بكرة القدم في منطقة المنطار قرب معبر المنطار كارني جروح احدهم خطرة. واكد الطبيب معاوية حسنين مدير الاستقبال والطوارئ في المستشفى "ان ثلاثة اطفال لا تتعدى اعمارهم الاحد عشر عاما اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي اثناء قيامهم بلعب كرة القدم مع عدد من زملائهم في منطقة المنطار وفوجئوا باطلاق قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة على الدبابات القتالية في المنطقة النار عليهم". واشار حسنين الى ان حالة احد الجرحى 10اعوام الذي اصيب برصاصة رأسه خطرة فيما حالة الجريحين الاخرين صعبة حيث اصيب احدهما في الصدر والاخر في البطن". وافاد شهود عيان ان مواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي في نفس المنطقة عقب اصابة الاطفال الثلاثة واصيب شابان فلسطينيان في هذه المواجهات حالتهما متوسطة وفق المصادر الطبية.