جدد كل من الأردن ومصر دعوته الى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وأبلغ الرئيس حسني مبارك المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل قلق بلاده من الأوضاع في غزة. وفيما رحب ميتشل بإعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها تخفيف القيود المفروضة على القطاع، أكدت القاهرة تمسكها بالورقة المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وعدم استعدادها «على الإطلاق للسماح بأي تعديل لهذه الوثيقة مهما كان شكله». وكان الرئيس المصري استقبل أمس في القاهرة ميتشل الذي وصل إليها قادماً من عمان في إطار جولة في المنطقة تابع خلالها مسار المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتناولت المحادثات بين ميتشل ومبارك الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام ودفعها لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إلى جانب جهود رفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. كما أطلع ميتشل الرئيس المصري على نتائج محادثاته التي أجراها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال جولته الحالية في المنطقة. وقال أبو الغيط عقب الاجتماع بين مبارك وميتشل والذي شارك فيه أيضاً، إن المبعوث الأميركي قدّم إلى الرئيس المصري تقريراً كاملاً عن الجهود الأميركية لإحياء عملية السلام، خصوصاً ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة ورفع الحصار عن غزة. وأكد أن الموقف المصري واضح خصوصاً في ما يتعلق بضرورة رفع الحصار ومطالبة إسرائيل بإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني الحصول على حاجاته من دون أي عقبات، وفتح المعابر بالكامل، لافتاً إلى أن معبر رفح مفتوح أمام حركة الفلسطينيين في شكل مستمر. ولفت الى أن «مصر تعرض وجهة نظرها على الأوروبيين الذين يستمعون إلينا بإنصات كبير». وعن الرؤية المصرية إزاء عملية المصالحة الفلسطينية، جدد أبو الغيط الموقف المصري بوجوب توقيع مشروع الوثيقة المقترحة التي وقعتها «فتح»، من جانب الجهة المعنية الأخرى وهي «حماس». وأكد مجدداً أن مصر «لا تفكر أبداً، وليست على استعداد على الإطلاق، للسماح بأي تعديل لهذه الوثيقة مهما كان شكله، سواء أكان بتعديل مباشر عن طريق تغيير الصياغة أو حتى أي إضافات عليها في صورة ملاحق». وأضاف أن هناك معلومات مغلوطة كثيرة تنشر في هذا الشأن لا تعكس حقيقة الأمر والرؤية المصرية. ودعا «الأخوة في حماس الى توقيع هذه الوثيقة»، مشيراً الى انه «يمكن للحركة بحث تحفظاتها حيال الوثيقة في علاقة مباشرة مع السلطة الفلسطينية». وقال ميتشل إنه أجرى محادثات مهمة مع مبارك في شأن دفع جهود السلام في الشرق الأوسط. وأضاف أن «مصر، حكومة وشعباً، تواصل تقديم المساندة والدعم والمشورة المستمرة لجهود الرئيس باراك أوباما لتحقيق السلام الشامل في المنطقة». وأوضح أن مبارك عبر له عن قلق مصر إزاء الوضع في غزة. وأشار إلى البيان الذي أصدره البيت الأبيض وجاء فيه أن واشنطن تعمل في شكل عاجل مع كل من مصر والسلطة الوطنية وإسرائيل والشركاء الدوليين لوضع إجراءات جديدة لإدخال مزيد من السلع والمساعدات إلى قطاع غزة، وفي الوقت نفسه تحول دون دخول الأسلحة إلى هذا القطاع، لافتاً إلى أن هذا البيان أكد أن الإجراءات الإسرائيلية الحالية لا يمكن أن تستمر وينبغي تغييرها، مشيراً الى أنه تم توجيه الدعوة الى كل الأطراف لتشجيع اتخاذ قرارات مسؤولة للحيلولة دون حدوث مواجهات غير ضرورية وضمان أمن الجميع. وأعرب ميتشل عن ترحيب واشنطن بالإجراءات التي أعلنت عنها إسرائيل لتخفيف القيود المفروضة على دخول السلع الى القطاع، وقال إن واشنطن تتطلع إلى تنفيذها، كما أنها تأمل في مواصلة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف البدء في أسرع وقت ممكن بالمفاوضات المباشرة التي تؤدي إلى حل الدولتين وضمان السلام في الشرق الأوسط. ميتشل في الأردن وكان ميتشل وصل الى القاهرة قادماً من عمان حيث أكد رئيس الديوان الملكي الأردني ناصر اللوزي خلال استقباله ميتشل مساء أول من أمس أهمية اتخاذ «خطوات سريعة وفاعلة» من أجل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن اللوزي شدد خلال اللقاء مع المبعوث الأميركي على «موقف الملك (عبد الله الثاني) بأهمية اتخاذ خطوات سريعة وفاعلة لرفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وإنهاء ما يسببه من معاناة للشعب الفلسطيني هناك». وأوضح انه تم خلال اللقاء «بحث نتائج المحادثات التقريبية (غير المباشرة) التي يجريها ميتشل بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأكد اللوزي «موقف الملك عبدالله بضرورة إحراز تقدم ملموس في الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين». في غضون ذلك، أكد مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة أن السلام العادل في الشرق الأوسط يعتبر أمراً حتمياً لنجاح الحوار بين الشرق والغرب وتحقيق التقارب بين أميركا والعالمين العربي والإسلامي.