واصل الموفد الأميركي الى الشرق الاوسط السيناتور جورج ميتشل جهوده من أجل دفع الفلسطينيين والاسرائيليين الى الاستمرار في المفاوضات المباشرة. وعقد لهذه الغاية اجتماعات متتالية كان آخرها أمس مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في عمان بعدما لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك صباحاً في القاهرة التي وصل اليها آتياً من الدوحة. وأكد العاهل الأردني، بعد لقائه الرئيس محمود عباس في عمان أمس، استمراره في دعم الفلسطينيين في جهودهم على أساس حل الدولتين، ما يستوجب وقف كل الإجراءات الأحادية الإسرائيلية، التي تقوض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، خصوصاً بناء المستوطنات. وجدد عباس الموقف الفلسطيني بعدم استئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، محمّلاً اسرائيل المسؤولية عن الوقوع في هذا المأزق، فيما حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من الذهاب الى مجلس الأمن من دون ضمانات بالنجاح. وواصل ميتشل محاولاته إضفاء اجواء من التفاؤل على لقاءاته المكوكية، وصرح بعد لقائه الرئيس المصري بأن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يريدان الاستمرار في المفاوضات، وطلبا من واشنطن مواصلة جهودها لتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات المباشرة. وعلى رغم التسريبات التي أفادت بانزعاج متزايد لدى الادارة الأميركية إزاء رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مسودة رسالة الضمانات التي أعدتها وزارة الخارجية الأميركية بالاشتراك مع مسؤول إسرائيلي كبير، كشفت تقارير صحافية إسرائيلية، عن أوساط نتانياهو، ان الأخير يجري اتصالات سرية مع الإدارة الأميركية يساوم فيها حول الثمن الذي يمكن أن تدفعه الإدارة لقاء تمديده فترة تجميد البناء ل 60 يوماً، مشيرة الى أنه يحاول «تحسين» رسالة الضمانات التي تؤكد مصادر إسرائيلية أن واشنطن بلورت مسودتها مع مستشار نتانياهو الخاص اسحاق مولخو ووزير الدفاع ايهود باراك، متوقعة تقديم واشنطن «امتيازات مغرية لا يمكن لوزراء الحكومة الإسرائيلية رفضها». وكان العاهل الاردني بحث أمس مع المبعوث الاميركي والرئيس الفلسطيني، كل على حدة، في الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، ودعا الى ضرورة تكاتف الجهود الدولية، وقيام الولاياتالمتحدة بدور قيادي من أجل إزالة العقبات التي تواجه استمرار المفاوضات بغية التوصل إلى حل الدولتين بأسرع وقت ممكن، محذراً من أن البديل سيكون المزيد من التوتر والحروب التي ستدفع ثمنها المنطقة والعالم. وكان ميتشل أعلن بعد لقائه الرئيس المصري ان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يريدان الاستمرار في المفاوضات، وطلبا من واشنطن الاستمرار في جهودها لتهيئة الظروف الملائمة لمواصلة المفاوضات المباشرة. وجدد وزير الخارجية المصري موقف بلاده بعدم استئناف المفاوضات في حال استمرار الاستيطان. ورداً على سؤال عن الخطوة المقبلة في حال اصرار اسرائيل على المضي في الاستيطان، قال ابو الغيط «لن تكون هناك مفاوضات مباشرة، وسنطلب بالتالي من الولاياتالمتحدة ان تسعى الى المزيد من العمل لدى الجانبين»، داعياً الى «الحذر» من الذهاب الى مجلس الأمن «إلا بعد تأمين الضمانات والتأكيدات بالنجاح»، لافتاً الى ان هذا الأمر «يتطلب ضمانات لتأمين قرار يصدر عن المجلس».