توّج الأمير فيصل بن الحسين، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لرياضة السيارات في الاردن، الفائزين بالمراكز الأولى في رالي الاردن الدولي، الجولة الرابعة من بطولة الشرق الاوسط، خلال الحفلة الرسمية التي أقيمت مساء أول من امس في فندق شيراتون، في عمان. والقى بشار بسطامي، رئيس اللجنة المنظمة للرالي، كلمة شكر فيها كل الجهود المبذولة التي ساهمت في انجاح هذا الحدث الدولي، في حين أعرب الفائزون عن ارتياحهم إلى مراحل السباق، واكدوا ان المشاركة فيه كانت "مغامرة" ممتعة. وشكر البطل الاماراتي محمد بن سليم المنظمين، واعلن امام الحضور انه سيشارك في رالي الاردن للسنوات الخمس المقبلة على الاقل، مؤكداً أنه لن يتنازل عن لقبه لأحد "ومن يريد ان يفوز به عليه ان يعمل هو على ذلك". في حفلة جميلة اقيمت في فندق شيراتون في عمان، احتفلت اللجنة المنظمة لرالي الاردن الدولي بالفائزين بالقابه المختلفة. وحرص الأمير فيصل بن الحسين على تتويج الابطال، وخصوصاً الذين حصلوا على المراكز الأولى في الترتيب العام. وتسلم "الاماراتي الطائر" محمد بن سليم ومساعده الاردني خالد زكريا كأسي المركز الاول، والقطري حمد السويدي ومساعده الايرلندي مايكل موريسي جائزتي المركز الثاني، والشيخ عبدالله القاسمي من الامارات ومساعده ومواطنه طارق الورشا جائزتي المركز الثالث. وحصل السائق السعودي احمد الصبان على جائزة افضل سائق. وتوجت الأميرة علياء الفيصل، الفريق النسائي الوحيد والمكون من الاردنيتين نانسي المجالي وناديا شنودة. ورحب رئيس اللجنة المنظمة بشار بسطامي بالحضور، و توّجه بالشكر الى كل المعنيين بالسباق، موكداً انه نجح بفضل جهودهم. وقال ان هذا النجاح وضع الرالي في مكانه الصحيح في الشرق الاوسط لجهات العراقة والقوة والتنافس المثير. اما محمد بن سليم 40 عاماً، فاعرب عن سعادته باحراز اللقب الاردني للمرة الحادية عشرة والسادسة على التوالي. وقال: "سأشارك، ان شاء الله، في هذا الرالي الممتع في السنوات الخمس المقبلة على الاقل، واعلنها هنا صراحة منذ الآن انني لا اتنازل عن اللقب ومن يريد الفوز به عليه انتزاعه مني كما فعلت انا منذ سنوات بعيدة". وتمنى ان تتوافر الامكانات المالية والدعم اللازم للسائقين الآخرين، وايضاً مشاركة النجوم الكبار في عالم الرالي في بطولات الشرق الاوسط "حتى تشتعل المنافسة بيننا كما كانت من قبل، ويستمتع السائق والمتفرج بالسباقات في الوقت ذاته". واللافت ان انخراط بن سليم في عالم رياضة السيارات، الذي توج بطلاً لها ستين مرة خلال مسيرته الرياضية منذ عام 1982، جاء مصادفة، لأنه في احد ايام العام ذاته كان عائداً الى دبي بسيارته من زيارة اقارب له في مدينة العين، وعلى مقربة من مدينة ابو ظبي شاهد تجمعاً كبيراً على جانب الطريق داخل الصحراء... وهو تذكر البقية بنفسه ورواها ل"الحياة": "ظننت في البداية ان حادثاً وقع، فتوقفت واقتربت من الحشد، لكنني شاهدت غباراً كثيفاً يتطاير... فسألت عن الامر، وقيل لي انه سباق للسيارات. تسمرت في مكاني، ولم اتحرك الا بعدما مرت كل السيارات. ومنذ تلك اللحظة عشقت هذه الرياضة، وقررت ان اكون احد ابطالها". وعندما وصل بن سليم الى دبي لم يهدأ له بال الا بعدما عرف طريق اللجنة المنظمة لهذه السباقات: "قررت الا اعود الى منزلي، الا بعد ان اكون عرفت كل شيء عن هذه السباقات. وعندما وصلت الى دبي استفسرت عن الجهة المنظمة وانضممت اليها فوراً". وعلى رغم كل السباقات التي خاضها البطل الاماراتي، فان الخوف يدهمه بمجرد ان يضع يده على مقود السيارة قبل كل منافسة: "على رغم خبرتي الطويلة، لا ازال اشعر بالخوف والتوتر، كل مرة ابدأ اي سباق. احاول الا اظهر ذلك، وتمنيت غير مرة ان اكون في موقع آخر في هذه اللحظة تحديداً ولكن ما في اليد حيلة. عندما ارى اصابع مراقب الرالي تشير الى اقتراب لحظة الانطلاق تزداد نبضات قلبي واشعر بآلام بالغة في معدتي، لكن المهم ان كل هذه المظاهر تتلاشى بعد الانطلاق مباشرة والدخول في اجواء المنافسات". اهم ما يميز الاماراتي الطائر "الانسان"، بعيداً من كل مواهبه الرياضية، تواضعه الجم وتعامله مع الجميع بود لا حدود له. لذا يحبه الجميع، ويتجمعون من حوله ويقبلون على مصافحته والتقاط الصور معه، لأنهم يعرفون انه لن يردهم خائبين قط... هناك ابطال يشعرون انهم أصبحوا من طينة اخرى غير طينة البشر بمجرد تحقيق فوز أو اثنين... والمهم فعلاً ان بن سليم ليس من عجينة هؤلاء!