واشنطن - أ ف ب، رويترز - أفادت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية عرضتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا ان المسطحات المائية في منطقة الاهوار جنوبالعراق اختفت عملياً. وقال المدير العام لبرنامج الاممالمتحدة للبيئة كلاوس توبفر في مؤتمر صحافي ان اختفاء تسعين في المئة من هذه المسطحات المائية يشكل "كارثة بيئية وثقافية للسكان الذين طردوا من بيوتهم"، وسببه "عمليات تجفيف واسعة وبناء نحو ثلاثين سداً على نهري دجلة والفرات". وتبدو الكارثة واضحة عبر مقارنة صور التقطت بالأقمار الاصطناعية بين عامي 1973 و2000 في اطار برنامج "لانسات" الذي تنفذه وكالة الفضاء الاميركية. واوضح توبفر ان "هذه الكارثة البيئية الكبرى التي يمكن مقارنتها بتجفيف بحر الأورال وانقراض مساحات واسعة من الغابات في منطقة الأمازون، لم يسلط الضوء عليها حتى الآن، خصوصاً بسبب الوضع الصعب الذي يسود العراق منذ عقد". ومع ان توبفر لم يسم الرئيس صدام حسين مباشرة، لكن المنظمة الدولية اشارت الى ان "السبب الرئيسي لاختفاء المياه هو عمليات تجفيف واسعة اجريت في جنوبالعراق منذ بداية التسعينات بعد انتهاء حرب الخليج". وكانت منظمات انسانية اتهمت النظام العراقي بتجفيف الأهوار بعد الانتفاضة في الجنوب عام 1991، اثر هزيمة بغداد العسكرية في حرب الخليج. وأفاد برنامج الاممالمتحدة للبيئة في دراسة ستنشر هذه السنة ان تجفيف مناطق المستنقعات التي لم تعد مساحتها تتجاوز 1500 - 2000 كيلومتر مربع أي "أقل بعشر مرات مما كانت عليه" يضر بالسكان والبيئة. وأضاف ان "نحو خمس سكان الاهوار البالغ عددهم 500 ألف شخص لجأوا الى مخيمات في ايران بينما نزح الآخرون داخل العراق"، موضحاً ان "ثقافة عمرها خمسة آلاف سنة معرضة لخطر جدي". وحذر من ان الجفاف يهدد اصنافاً من الحيوانات. وتظهر الصور التي التقطت بالأقمار الاصطناعية ان مناطق واسعة تصحرت ولم يبق في الشمال سوى جزء من هور الحويزة.