حكت سيدة أميركية تجربة وقعت لها مع زوجها. قالت: قضيت أياماً مع زوجي في فندق صغير في قرية هائلة بوادي نهر الميسيسبي، فلاحظتُ شيخاً يملأ سلة بالطعام بعد كل وجبة ويأخذها معه. قلت في نفسي لعل زوجته مريضة، فسألته ذات يوم: كيف حالها؟ - قال بلهجة الساخط: إنها لم تمرض قط في حياتها. قلت: إذن أنت تأخذ الطعام إليها لأن الجو شديد الحرارة. قال: لا، فقد مضت عليّ ثلاثون سنة وأنا أنقل اليها الطعام ثلاث مرات كل يوم، إنها لا تحب أن تطبخ. قلت: ولكن ألا تستطيع أن تأتي الى الفندق على الأقل فتأكل معك؟ فقال: تستطيع، ولكنها لا تحب أن تمشي. موقف آخر ظلت سيدة أميركية من الشمال طوال الشتاء وهي تسعى لابتعاث الهمة في جماعة من البيض في الجنوب ان يعيشوا حياة رحبة وأفضل، حياة يُحترم فيها الوقت، كانت تقول لهم إن الشيء الوحيد الذي لا يمكن استعادته هو الوقت إذا مرّ. ثم جاء يوم رحيلها فنادت أحدهم وكان أوفرهم نشاطاً وأسرعهم الى العمل، قالت له السيدة: يا جيم، عدني أنك ستبذل غاية جهدك حتى تتقدم. قال وفي لهجته شيء من التردد: أنا لا أجد نفعاً في العجلة، ما دمت على ثقة من أن لكل يوم غداً جديداً تاماً لم ينقص أحد من أطرافه شيئاً. يروي الممثل تشارلز كوبرن هذه القصة: يقول: أولعت من صغري بالمسرح، وبدأت أحضر ما يمثل من الروايات كلما سنحت الفرصة. ولاحظ ابي اتجاهي ذات يوم، فحذرني من هذا الاتجاه الجديد وقال لي: ينبغي لك يا بني ان تمتنع عن شيء واحد. احذر أن تذهب الى المسارح الهزلية. سألته: لماذا؟ قال: لأنك ترى اشياء ينبغي ألاّ تراها. وكان في ذلك فصل الخطاب، فما كدت أوفر من مصروفي أجرة الدخول حتى ذهبت الى أحد هذه المسارح. وقد كان أبي على حق، فقد رأيت ما لا ينبغي أن أراه. رأيت أبي.. واليك موقف وقع بين ملك وابنه وولي عهده. كان الملك جورج الخامس مشهوراً بالحرص الذي يكاد يصل حد البخل، وسعى جهده ان ينشئ أولاده عليه. أما ولي عهده فكان مشهوراً، يومئذ، بالتبذير والإسراف، ونفدت نقود ولي العهد ذات يوم. وجلس يكتب الى أبيه الملك يطلب منه ان يرسل إليه مبلغاً من المال علاوة على مخصصاته. وبعث لأبيه بالرسالة.. ومرت أيام. وتلقى ولي العهد من الملك رداً شديد اللهجة فيه تأنيب وحث على تغيير ما ألف من عادات، وعلى الاقتداء برجال الاعمال الذين يعرفون قيمة القرش. ومرّ وقت.. وحمل البريد التالي الى الملك رسالة من ولي عهده يقول فيها: لقد أخذت بنصيحتك، وبعتُ لساعتي رسالتك الاخيرة لرجل من هواة جمع رسائل الملوك. وقد بعت رسالتك بخمسة وعشرين جنيهاً. ثمة موقف يتعلق ببرنارد شو. على امتداد سنوات كثيرة دأب برنارد شو على السخرية من كل ما هو أميركي ونقده نقداً لاذعاً، وهبت صحف كثيرة الى رد سهامه ما عدا صحيفة واحدة حافظ محررها الادبي على أعصابه وسكونه.. ثم جاء يوم فسافر برنارد شو الى ميامي، وسبقت سفره ضجة كبيرة في الصحف عن رحلته الى أميركا، واذا صحيفة هذا المحرر تنشر نبأ وصول مسز برنارد شو، ثم بياناً مفصلاً عن حركاتها وسكناتها: "فقد شهدت هذه المأدبة، وحضرت تلك الحفلة، وأفضت بهذا التصريح". وأضاف المحرر في ذيل المقال المسهب عبارة بدت كأنها خاطر عبر بذهن كاتبها بعد فراغه من كتابة المقال. أضاف المحرر يقول: "وقد صحب مسز برنارد شو زوجها جورج برنارد شو، أحد الكتاب". وكان هذا رد المحرر على انتقادات برنارد شو لأميركا، لقد سلط الضوء على زوجته وتجاهله واعتبره واحداً من الكتاب".