الاستقرار الاستراتيجي في العالم والازمات الاقليمية والعلاقات الثنائية، محاور اساسية لمحادثات يجريها وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في واشنطن مع نظيره الاميركي كولن باول، كما يناقش مع الرئىس جورج بوش احتمال عقد قمة تجمع الاخير بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل. اعترف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بأن العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة مرت ب"مرحلة توتر" منذ تولي الادارة الجمهورية مقاليد السلطة في البيت الأبيض. لكنه ذكر ان هذه المرحلة انتهت و"تتفتح الآن آفاق لتعاون بناء وتبادل المنفعة". ويعقد الوزير الروسي جولتي محادثات مع باول ثم يلتقي بوش ثم يعود الى لقاء وزير الخارجية ومستشارة الرئىس لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس. وكانت مثل هذه اللقاءات تعقد عادة فور تولي الرئىس الاميركي الجديد منصبه نظراً الى اهمية العلاقات بين اكبر دولتين نوويتين. الا ان واشنطن "اهملت" موسكو هذه المرة وعلى رغم ان وزيري الخارجية التقيا مرتين في القاهرة وباريس، الا ان هذا سيكون اول اجتماع في احدى الدولتين. وإضافة الى "التجاهل المتعمد" لروسيا، فإن الاميركيين اثاروا استياء الكرملين باصرارهم على اقامة شبكة وطنية للردع الصاروخي، ما اعتبر انتهاكاً لمعاهدة 1972 التي تعتبرها موسكو حجر الزاوية في الاستقرار الاستراتيجي وتدرك ان تجاهلها يعني تهميش دور روسيا كقوة عالمية. وكان وفد اميركي وصل الى موسكو قبل اسبوع لشرح موقف واشنطن الا ان اللقاءات المطولة مع العسكريين والديبلوماسيين الروس، لم تسفر عن اي نتيجة. وأكد الناطق الرسمي الروسي الكسندر ياكوفنكو ان هناك "اسئلة كثيرة لم تحصل على اجوبة في شأنها". وهدد ايفانوف عند وصوله الى واشنطن بانه "سيوجه اسئلة في شأن الدرع الصاروخية ويعرض مبادرات في تعزيز الاستقرار الاستراتيجي". وذكر موقع "سترانا رو" الالكتروني الذي يعده غليب بوفلوفسكي احد اكبر مستشاري بوتين، ان ايفانوف سيعرض على الاميركيين برنامجاً يقوم على اربعة مبادئ، اولها تحاشي الاضرار بمصالح اي طرف، والثاني الحفاظ على هيكلية المواثيق المبرمة في مجال نزع السلاح، والثالث الشروع في احداث خفض راديكالي للترسانات النووية، وأخيراً تطوير آليات التعاون في حظر الانتشار الصاروخي والنووي. واقتراح موسكو الحفاظ على "هيكلية" المواثيق وليس نصها قد يعني انها مستعدة لادخال تعديلات على معاهدة 1972 في صورة لا تلحق ضرراً بأمن روسيا كما يفهمه الكرملين. وفي المقابل تبدي موسكو استعدادها لتشديد الرقابة على تصدير التكنولوجيات الصاروخية والنووية وخصوصاً الى الدول التي كانت واشنطن قالت انها مصدر خطر محتمل على الولاياتالمتحدة وحلفائها. والى جانب قضية الاستقرار الاستراتيجي سيبحث ايفانوف في واشنطن عدداً من الازمات الاقليمية المستفحلة وفي مقدمها الشرق الاوسط. كما يتوقع ان يطلع الاميركيون الوزير الروسي على مزيد من تفاصيل "العقوبات الذكية" ضد العراق آملاً في استحصال موافقة روسيا على عدم استخدام الفيتو ضد مبادرة في هذا الشأن ستعرض على مجلس الأمن الدولي. وينتظر ان تبحث الاوضاع الراهنة في البلقان واحتمالات خروجها عن السيطرة، وتناقش آفاق التطورات في افغانستان في ضوء اتفاق موسكووواشنطن على اتخاذ موقف متشدد من حركة "طالبان". وكل هذه الملفات سيوضع على طاولة لقاء القمة المرتقب بين الرئىسين بوش وبوتين والذي طال انتظاره بسبب "دلال" الجانب الاميركي. وعلى رغم الحاح الروس فإن واشنطن رفضت تحديد موعد سريع للقاء واقترحت ان يتم على هامش قمة الدولة الصناعية في جنوا في تموز يوليو المقبل.