مادونا مستمرة بالاشعاع شباباً ونشاطاً واثارةً. وهي متزوجة وأمٌ لولدين. هذه النجمة بدأت حياتها الفنية من لا شيء لكنها تبوح بشكوكها ومخاوفها وأخطائها عند امتحان الأمومة مجدداً. بعد زواجين تراها أكثر جمالاً وشباباً وأناقةً من أي وقتٍ مضى. وتبدو وهي تُرضِع طفلها روكو متألقة ومتجددة. ظهرت مادونا في أحد البرامج الفنية التلفزيونية الأميركية وهي تغني وتعزف على آلة الغيتار. وتقول: "تساءلت دوماً ماذا أفعل أمام هذه الحشود وأنا ما زلت مبتدئة في العزف على هذه الآلة؟ أي خطأ في عزف النوتات وسأكون مهزلة للجميع. ولماذا عليَّ ان أثبت نفسي في كل مرة بهذه الطريقة؟ ولكن أعود وأذكر نفسي بأنني مادونا، أتوقف عندما أشاء ولا أبالي بأي شيء. واستطعت بهذه الروحية وبهذا المنطق ان أعزف من دون اي أخطاء وحققت هدفي حتى النهاية". مدهشة هي مادونا فكلمة "لا أبالي" لا تفارقها وتعني بها أنها لا تخشى شيئاً. فهي مفتاح نجاحها في تعاملها مع الآخرين. هذه العبارة تساعدها على فرض نوع من الرهبة أو الاحترام على سواها. فعلى المرء مثلاً أن يفكر جيداً قبل التصرف في حضرة إمرأة لها هذه الشخصية المميزة. وعند اطلاق كل ألمبوم جديد من البوماتها تعود مادونا لتحتل مجدداً مركز الصدارة ويسطعُ نجمها عالمياً فهي كالمارد العملاق في الأساطير بعيدة المنال تجتاح القارات الواحدة تلوى الأخرى وتحصد نجاحاً وشهرة تحسد عليهما. ولكنها امرأة صغيرة الحجم. لها شكوكها ومخاوفها في لحظات ضعفها، وهي تبوح بذلك ومن دون خجل "لم أشعر يوماً بالأمان ولست واثقة من نفسي ولا يفارقني هذا الشعور أبداً. ولكن عندما أخاف من ظرف معين أو أمر ما يكون الحلَّ الوحيد بالنسبة اليَّ هو المواجهة". كلنا نتذكر كيف لم تخف مادونا عندما قررت في التاسعة عشرة من عمرها مواجهة العالم فتركت ميشيغان وتوجهت بمفردها الى نيويورك، الى "مركز العالم". وبعد خمس سنوات أصبحت نجمة عالمية. لكن الوقت يمر بسرعة، أسطوانات وأفلام، وألبومات تتوالى كذلك بعض الفضائح، ابنتها لورد ماريا، ولقاؤها بزوجها الثاني، الثروة، السعادة والنجاح النجاح، والنجاح. أما الطريف - الغريب في هذه النجمة أنها تتعلق بأمور تحولت عندها هواجس وتخيلات كارتدائها مثلاً قميصاً يعتليه صورة "بريتني سبيرز" المغنية العالمية الأصغر سناً والأكثر شهرة". وتقول مادونا: "أنا أحب "بريتني سبيرز" وأتمنى لها الحظ والتوفيق والسعادة الكاملة. ليس لديها العمر سوى ثمانية عشر عاماً وكم تمنيت أن أكون مثلها في عمرها. ولكن كنت حينها لا أجيد التصرف ولا أحسن ارتداء الملابس الجميلة". وتضيف: "أنا أرتدي هذا القميص ليلاً ونهاراً، أصبحت مهووسة به لا أستطيع مفارقته فهو يجلب لي الحظ دوماً". وعندما تُسأل مادونا، هل هي مستعدة للقيام بالمشوار نفسه منذ البداية ومن نيويورك مرة ثانية؟ تجيب بحزم: "بالتأكيد، فأنا مناضلة، أنا مثل الصرصور المتربص لا أحد يستطيع التخلص مني. مررت بمراحل كنت فيها محبوبة وحصدت الكثير من الشعبية ومرات كنت فيها منبوذة". عرفت النجاح والشهرة وأيضاً البعد من الأضواء والفراغ. ولكن كل هذا ثانوي. لذلك أشعر بأنني حرة ولا أتردد في ركوب المخاطر. فالأيام والأمور تتبدل". وتؤكد مادونا: "أنا اليوم مع زوج جديد وولدين. تبدلت نظرتي الى العالم ولم أعد أرى الأمور بالطريقة ذاتها". كأننا بها بدأت تشعر بمسؤوليتها ك"ست بيت". مرَّت خمس سنوات على غياب مادونا عن المسرح وعن الأضواء. وبعد تقديمها حفلة غنائية في نيويورك ترى مادونا أنه يجب اعطاء أفضل ما لدينا لانجاح عملٍ فني. "أشعر عادة بالملل والضجر عندما أشاهد أعمالاً فنية، وأرى فنانين محدودين في تقديم أداء موسيقي خاص بهم أو في أسلوبهم الفني. أريد ان تنقلب حواسي رأساً على عقب". وتتابع قائلة: "المرة الأخيرة التي أردت فيها اعتلاء المسرح رأيت ابنتي "لورد" وأخذت روكو في ذراعيّ وراء الكواليس. وسألت نفسي: هذا لأمر عجيب، لدي أولاد؟! وبعد بضع دقائق سأذهب لاشعال الجمهور حماسةً وأكون تلك "السوبر وومن"، ولكن هل ما زلت أريد لعب هذا الدور؟! أنا اليوم أم، صحيح أن هذا غريب بالنسبة اليّ". في العقد الرابع من عمرها تواجه مادونا مرحلةً أخرى في حياتها، وتتساءل عن الدور الذي تريده لنفسها. فتراودها شكوك حول امكان تخليها عن مهنتها في سبيل أولادها... انما نارُ النجومية في داخلها تشعلها فتأبى الا ان تفجرها فناً وإبداعاً لتلهب جمهورها من جديد... وهكذا تصمد الأم والنجمة لتبقى مادونا مستمرة.