} قصفت مروحيات اسرائيلية بالصواريخ مقراً للامن الوقائي الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين ليل الاربعاء الخميس، ما ادى الى تدمير مبنيين واصابة حوالى 10 أشخاص بجروح. واتهمت السلطة الوطنية الفلسطينية الولاياتالمتحدة بأنها تعطي الفرصة للدولة العبرية لمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني، برفضها استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يقضي بتوفير حماية دولية له. من جانب آخر، اسفرت الضغوط التي مارستها اميركا والاتحاد الاوروبي عن انسحاب الجيش الاسرائيلي من مصنع لحليب الاطفال يقع داخل المنطقة "أ" كان احتله اول من امس. وتواصلت عمليات جرف الاراضي وتدمير الممتلكات واطلاق النار على المتظاهرين. وعلمت "الحياة" ان قرار الجيش الاسرائيلي البقاء في مواقع احتلها في غزة صدر من "السلطات العليا" بحجّة حماية المستوطنات. اتهمت السلطة الوطنية الفلسطينية الولاياتالمتحدة بأنها تعطي الفرصة للحكومة الاسرائيلية لمواصلة عدوانها ضد الشعب الفلسطينية وسلطته الوطنية. وقال الامين العام لمجلس الوزراء احمد عبدالرحمن ان واشنطن "تمتلك مفاتيح العدوان على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، كونها ترفض استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يقضي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني". واشار عبدالرحمن في تصريح الى "الحياة" تعقيباً على القصف الاخير في غزة وجنين الى ان صمت الولاياتالمتحدة وعدم تحركها على المسار الفلسطيني لوقف العدوان "يعطي ارييل شارون الفرصة ليواصل عدوانه وحربه ضد الشعب الفلسطيني والسلطة على حدّ سواء". وحذّر شارون من مغبة الاقدام على مغامرة للقضاء على السلطة، استجابة لمطالب المتطرفين في حكومته، مؤكداً ان مثل هذه المغامرة "ستؤدي الى اشتعال الحرب في منطقة الشرق الاوسط بأكملها". وكانت مروحيات اسرائيلية من نوع "أباتشي" اميركية الصنع أغارت ليل الاربعاء الخميس على موقع للامن الوقائي في مخيم جباليا المكتظ باللاجئين، واطلقت اربعة صواريخ في اتجاهه. ويقع الموقع المستهدف وسط مئات المنازل للاجئين المبنية من الطوب اللبن والحجارة، اضافة الى محطة للوقود ملاصقة للمبنى من الجهة الشمالية، في حين يقع عدد من مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" الى جانبه من الجهة الجنوبية. وللمرة الاولى تقصف قوات الاحتلال الموقع الذي يتضمن ايضاً مركزاً للشرطة المدنية وسط المخيم الذي يعيش فيه اكثر من 80 ألف لاجئ، مرّت عليهم الذكرى ال53 للنكبة الثلثاء الماضي. وأُصيب جراء القصف حوالى 10 اشخاص بجروح. واعتبر عبدالرحمن ان "هدف العدوان الاسرائيلي المتواصل القضاء على السلطة الوطنية"، مشيراً الى ان "كل الضربات في الاسابيع الاربعة الاخيرة استهدفت مواقع للسلطة على طول الحدود مع الدولة العبرية في الضفة والقطاع". وشدد على ان الهدف النهائي لحكومة شارون "اجتياح الاراضي الخاضعة للسيادة الفلسطينية الكاملة". وتعقيباً على ما اوردته وسائل الاعلام من ان الجيش الاسرائيلي يعمل لاقامة مواقع عسكرية داخل الاراضي الفلسطينية المصنفة "أ"، اعتبر عبدالرحمن هذا الاعلان "مقدمة للاجتياح". لكنه قال ان هذه المغامرة لن تمرّ من دون خسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي. وشدد على ان "السلطة والشعب سيقاومان الغزاة بكل الامكانات المتوفرة". واضاف: "لن تكون نزهة سهلة لهم مثل هذه المغامرة العسكرية، وستكون شرارة عدم الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط بأكمله". وحسب وسائل الاعلام التي أوردت النبأ فإنه للمرة الاولى تعلن الدولة العبرية عزمها على البقاء في اراضٍ تابعة للسلطة الوطنية. وكانت قوات الاحتلال، حتى الآن، تتوغل في هذه الاراضي بهدف تدمير مواقع عسكرية ومنازل ومنشآت فلسطينية ثم تنسحب منها في غضون ساعات معدودة. ويعتقد العقيد خالد ابو العلا قائد الارتباط العسكري الفلسطيني في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة ان الامر يتعلق باحتلال عدد من المنازل في قطاع غزة. وأشار في تصريح الى "الحياة" الى المواقع الاسرائيلية التي اقيمت على الطرق العرضية في القطاع، التي يسلكها عادة المستوطنون اليهود اثناء تنقلهم بين مستوطنات القطاع واراضي الخط الاخضر، اضافة الى الثكنات العسكرية المقامة فوق اسطح هذه المنازل. ويحتل الجيش الاسرائيلي منذ اندلاع الانتفاضة حوالى 15 منزلاً في المنطقة "أ" ويستخدمها كمواقع عسكرية.