سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غليان غير مسبوق وشكوى الى مجلس الامن ... والجيش يقصف القطاع ويقتل فلسطينيين . عرفات بعد تصفية 5 من افراد الامن الوطني : عملية اغتيال قذرة ستحاسب اسرائيل عليها
بعد يوم هادئ لم تشهد مثيله الاراضي الفلسطينية منذ اسابيع، بادرت اسرائيل الى تفجير الاوضاع مجددا عبر شنها قصفا مكثفا على قطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية، وصف اسرائيلياً بانه الاعنف والاشمل منذ اندلاع الانتفاضة. وتخلل ذلك عملية اغتيال خمسة من افراد الامن الوطني الفلسطيني بدم بارد على حاجز تفتيش قرب رام الله، الامر الذي خلف حال غليان غير مسبوقة في الشارع الفلسطيني الذي يئن تحت بطش الالة العسكرية الاسرائيلية. القدسالمحتلة - "الحياة" - وصف الرئيس ياسر عرفات عملية الاغتيال التي نفذها جنود اسرائيليون ضد خمسة من افراد الامن الوطني الفلسطيني على حاجز تفتيش في بلدة بيتونيا القريبة من رام الله بانها "عملية اغتيال قذرة وغير اخلاقية او عسكرية". والشهداء هم: الرقيب اول صلاح ابو عمره 31 عاما من رفح، والملازم اول احمد زقوت 27 عاما من مخيم النصيرات، ومحمد داوود 21 عاما من مخيم البريج، ومحمد الخالدي 18 عاما من مخيم البريج، وأحمد ابو مصطفى 22 عاما من غزة. وقال عرفات بعد اجتماعه مع الموفد الاوروبي الخاص للشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس ان الشعب الفلسطيني "لن يهتز امام هذه الجريمة وغيرها من جرائم اسرائيل التي عليها ان تعلم انها ستحاسب على هذ الجرائم حسابا عسيرا". وجاءت تصريحات عرفات بعد تقديم السلطة الفلسطينية شكوى عاجلة الى مجلس الامن تطالبه فيها بتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني ضد العدوان الدي يتعرض له من قوات الاحتلال الاسرائيلي. وطالب نبيل ابو ردينة مستشار عرفات المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا العدوان، مشيرا الى ان حكومة ارييل شارون تسعى الى التصعيد العسكري الذي "ينذر بانفجار في المنطقة". من جانبة، وصف وزير الشؤون البرلمانية الفلسطيني نبيل عمرو عملية الاغتيال بانها "جريمة بشعة جبانة غادرة تليق بعصابة قتلة ينعتون انفسهم بالقادة". واضاف: "نهدي هذه العملية الى الولاياتالمتحدة التي تمنع توفير الحماية للشعب الفلسطيني". واشار الى ان الفلسطينيين "لن يمكنوا شارون من الاحتفال بالنصر علىهم، ولن نرفع الرايات البيضاء". وقال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه انها "مجزرة جديدة تضاف الى رصيد شارون الشخصي"، فيما أكد قائد قوات الامن الوطني في الضفة الغربية اسماعيل جبر ان عملية الاغتيال "عملية خسيسة امر شارون بتنفيذها وخطط لها رئيس اركان جيشه شاؤول موفاز". وهزت عملية اغتيال الشبان الخمسة مشاعر الفلسطينيين الذين خرجوا بالالاف للمشاركة في الموكب الجنائزي العسكري والشعبي للشهداء الذين اصطدمت جثامينهم المتوجه الى مسقط رؤوسهم في قطاع غزة بالحواجز العسكرية المقامة على مداخل مدينتي البيرة ورام الله. قصف صاروخي على غزة ونفذت عملية الاغتيال بعد ساعتين فقط من انتهاء الزوارق والمروحيات الحربية الاسرائيلي من قصف قطاع غزة بالصواريخ، ما ادى الى اصابة اكثر من 15 فلسطينيا بجروح مختلفة وخلق حالة من الذعر والهلع الشديدين في صفوف المدنيين جراء القصف الذي وصفته مصادر اسرائيلية بانه "الاعنف والاوسع" منذ بدء الاعتداءات الاسرائيلية. وقال قائد قوات الامن الوطني في غزة العميد صائب العاجز ان القصف الاسرائيلي بدأ ليل الاحد - الاثنين وامتد اكثر من ساعة وطاول مناطق سكنية ومواقع امنية للسلطة الفلسطينية بما فيها منطقة "انصار" التي تشمل موقعا لقوات امن الرئاسة القوة 17 ومكاتب للشؤون الادارية وعيادة طبية، والتي تبعد امتارا فقط عن مكتب الرئيس الفلسطيني الذي كان يترأس اجتماعا في غرفة مجاورة للمكان الذي قصف. واضاف العاجز ان القصف الاسرائيلي شمل مناطق جباليا ودير البلح وخانيونس ودير البلح ورفح وساحل غزة حيث تم تدمير موقع للشرطة البحرية تدميرا كاملا بعد اطلاق 15 صاروخا باتجاهه. وشملت عملية القصف تدمير عدد كبير من ناقلات الجنود المدرعة. الى ذلك، افاد مصدر امني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار امس قرب بلدة القرارة جنوب قطاع غزة وقتل فلسطينيين واصاب ستة آخرين. وقال: "ان الجيش الاسرائيلي قتل الفلسطينيين عند مفرق المطاحن القرارة قرب مستوطنة غوش قطيف جنوب قطاع غزة، الاول محمد يوسف القصاص 26 عاما واصيب برصاصات عدة في انحاء مختلفة من جسده كما جرح ستة آخرين عندما اطلق الجيش الاسرائيلي النار باتجاه المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا يعبرون الطريق العام". واضاف ان الجانب الاسرائيلي "اخبرنا ان فلسطينيا ثانيا قتل اثناء محاولة القاء قنابل على موقع للجيش الاسرائيلي عند مفترق المطاحن غوش قطيف في بلدة القرارة" قرب خانيونس جنوب القطاع. وفي الضفة الغربية، تواصل القصف الاسرائيلي على منطقة الشويكة في مدينة طولكرم، حيث تم تدمير اجزاء كبيرة من مزرعة الابقار في كلية الخضوري الزراعية، ما ادى الى نفوق عدد من الماشية في المزرعة. واقتحمت قوات كبيرة من الجيش مدرسة ثانوية في جنين واعتقلت احد الطلاب قبل ان تغادر المدينة الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وفقا لاتفاقات اوسلو. واستأنف المستوطنون، تساندهم قوات الاحتلال الاسرائيلي، عمليات دهم واعتداءات بحق المواطنين في قرية سنجل الخاضعة لمنع تجول بعد اصابة مستوطن في المنطقة. وقالت مصادر فلسطينية ان المستوطنين اضرموا النار في منزل ومعمل طوب تابع لاحد المواطنين في البلدة التي حاولوا اقتحامها، ما اثار الخوف في صفوف السكان العزل. وفي هذه الاثناء، جمع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز سفراء الدول الغربية المعتمدين لدى اسرائيل في القدس وطالبهم باتخاذ "موقف حازم وواحد" ضد السلطة الفلسطينية ومطالبتها "بوقف العنف".