صادقت الكنيست امس بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون تقدم به النائب اليميني اسرائيل كاتس ليكود ينص على عدم السماح لقائمة مرشحين للكنيست "يؤيدون منظمات ارهابية أو يتضامنون مع دولة عدو" خوض الانتخابات. وشن كاتس، وسط أجواء يمينية تحريضية داخل الكنيست هجوماً عنصرياً حاقداً على "النواب العرب الذين يدعمون حزب الله ويدعون الى الاعتداء على الجيش الاسرائيلي أمثال النائب عزمي بشارة الذي يؤيد حركتي حماس وحزب الله وتنظيم فتح. أمثال هذا لا مكان له في هذه الكنيست. ولا مكان لنواب يبررون أعمال القتل التي تنفذها هذه الحركات الارهابية، أمثال النائبين محمد بركة وهاشم محاميد". ودعا كاتس الى استبدال نواب عرب متطرفين بنواب اكثر اعتدالاً يقبلون بوجود اسرائيل دولة يهودية ديموقراطية. وجاء اقرار مشروع القانون في أوج حملة تحريض على النائب العربي الدكتور احمد الطيبي لوصفه قائد أركان الجيش شاؤول موفاز ب"القاتل والفاشي". وشهدت جلسة الكنيست أجواء عاصفة لدى اتهام الطيبي رئيس الاركان بمسؤوليته عن قتل أفراد الأمن الفلسطيني الخمسة عند حاجز بيتونيا بدم بارد. وقامت رئيسة الجلسة بالاستنجاد بأفراد الأمن في الكنيست لإخراج الطيبي من القاعة. وهب المسؤولون الاسرائيليون والنواب من الكتل كافة، باستثناء النواب العرب، للدفاع عن موفاز واستنكار أقوال الطيبي ومطالبته بالتراجع عنها والاعتذار. وسارع رئيس الحكومة ارييل شارون الى مدح موفاز ونشاط جيشه في قمع الانتفاضة. ورأى رئيس الدولة ان الطيبي أهان الجيش الاسرائيلي برمته وطالبه بالاعتذار فوراً. ووصف وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر الأقوال بأنها "جريمة بشعة". وقال الوزير العربي في الحكومة الاسرائيلية صالح طريف ان الطيبي تجاوز الحدود في تصريحاته هذه "لكنه لم يتجاوز الحدود الحمر لحرية التعبير عن الرأي كما وضعتها الكنيست في تشريعاتها، وليست ثمة حاجة لاتخاذ أي خطوات ضده"، وعبر عن أسفه لهذه الاقوال ضد قائد الجيش الذي "هو جيش مواطني الدولة جميعاً بمن فيهم العرب". وظهر امس التقى رئيس الائتلاف الحكومي النائب زئيف بويم ليكود المدعية العامة عدنا اربيل وطالبها بالإيعاز الى محاكمة النائب الطيبي. وطلبت اربيل تزويدها بشريط مسجل يتضمن أقوال الطيبي ليتسنى لها دراستها ثم تقرر إذا ما كانت ستقدم لائحة اتهام ضده أم لا. ووصف كاتس النائب الطيبي بأنه قائد "التنظيم" السياسي في البرلمان الاسرائيلي، في اشارة مقارنة بتنظيم فتح. ونعت كاتس النواب العرب ب"الطفيليات التي تمتص دماء الديموقراطية الاسرائيلية وقوتها". وقال الطيبي ل"الحياة": "لن أتراجع عن أقوالي. قلت الحقيقة. المجتمع الاسرائيلي يعتبر رئيس الاركان بقرة مقدسة. ولست ملزماً ببقرتهم المقدسة التي تقتل الاطفال والمدنيين". واضاف: "لقد اشرت بأصبع الاتهام الى من هو مسؤول عن قتل ايمان حجو وأفراد الأمن الوطني. لقد ثارت ثائرة اليمين لأنني وضعت أمام وجوههم المرآة فرأوا وجهاً قبيحاً مما أخرجهم عن طورهم".