انقسمت الندوة التي عقدت حول شعر الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى، التي أقيمت مساء الخميس الماضي، وشارك فيها كل من الدكتور حسين جمعة والدكتور حسن الهويمل والدكتور فوزي عيسى وأدارها محمد الحارثي، إلى ثلاثة محاور، «في البناء الفني» و»في وحدة العقيدة للشاعر» وكذلك «الصورة الشعرية وصفة الانتحال وعلاقته بشعر زهير بن أبي سلمى». وقال الدكتور جمعة: إن معلقة زهير تمثل وجهاً من وجوه وحدة الحياة والمعنى، وبتوجيه من معركة داحس والغبراء، والتي كانت توجهه من بداية القصيدة إلى نهايتها». فيما تحدث الدكتور الهويمل عن الأدب الجاهلي ومصطلح الانتحال الذي ظهر في العصور الأدبية الأولى وتداوله مؤرخو الأدب، في شكل غير جيد، ما جعل المستشرقين يتداولونه بشكل كبير». وبين الهويمل أن شعر زهير مليء بالحكم والأمثال وسار بنوادره الركبان، «ووجود المصطلحات الإسلامية التي لم تكن معروفة، كالتقوى وهذا لا توجد به سمة جاهلية بل هو شعر إسلامي حضاري، أقرب للروح والتحضر وهو متوازن في مدحه وهجائه على رغم انه عاش خلال حرب ضروس». وتطرق الدكتور فوزي عيسى إلى الصورة الشعرية في شعر زهير ووصفها، مشيراً إلى براعة الشعر ومفاهيم الصورة وقوة الكلمة الممزوجة بالعاطفة والتصوير الواقعي للأحداث، وتطور القصيدة من بناء وصياغة. وقال إنه «لا يمكن دراسة شعر زهير بمعزل عن هذا الدور». وفتح في ختام الندوة باب النقاش والمداخلات بين الحضور وضيوف الندوة، التي خلصت إلى أن زهير بن أبي سلمى كان للحياة والناس، ولا يفهم شعره إلا من خلال التصوير واعتماده على النزعة القصصية. وأعقب ندوة زهير أمسية شعرية شارك فيها الشعراء عبدالقادر الكتيابي وعبدالله السميح وموسى عقيل وبدرية الوهيبي وأدارها الدكتور حسن حجاب الحازمي.