يحفل برنامج الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ في موسمه الخامس لهذا العام 1432ه، والذي افتتح يوم أمس الثلاثاء على مجموعة من الندوات الأدبية والفكرية والأمسيات الشعرية والأنشطة العلمية، إلى جانب عرض مسرحية تاريخية أدبية تتناول سيرة الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى.. حيث يشهد اليوم الأربعاء عددًا من الفعاليات المتنوعة تبدأ عند العاشرة صباحًا بمحاضرة تتناول نقل المملكة إلى مجتمع المعرفة عبر الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، يقدمها سمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. كما تقام عند الرابعة عصرًا ندوة بعنوان "شعر زهير.. قراءات نقدية"، يشارك فيها النقاد حسين جمعة، وصلاح فضل، وحسن الهويمل، وفوزي عيسى، ومحمد مريسي فيما يديرها محمد الحارثي.. تعقبها أمسية شعرية يشارك فيها الشعراء: جمال الصليعي، ومحمد أبو دومة، وبدرية الوهيبي، وهيفاء الحمدان، وراشد عيسى، وعبدالله السميح ويديرها الدكتور عبدالله الوشمي، وتختتم فعاليات يوم اليوم بعرض لمسرحية "زهير بن أبي سلمى"، والتي ستختتم بها فعاليات الأيام الأربعة من برنامج السوق، وتقدم في الفترة من الساعة الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف. أما فعاليات يوم غدٍ الخميس فتستهل ببداية محور فعالية "من تجارب الكُتّاب"، ويتم خلالها استعراض تجربتي سليمان القوابعة وعبده خال، ويدير الحوار معهما أحمد الطامي عند العاشرة صباحًا، تعقبها ندوة حول تقنية النانو عند الساعة الرابعة عصرًا يشارك في تقديمها زين يماني، ومنصور الحوشان، وعبدالله الضويان، ونجم الحصيني ومها خياط، تليها أمسية شعرية يشارك فيها خمسة شعراء ممثلين في: آمال موسى، وحسن طالب، وموسى عقيل، وعبدالقادر الكتيابي، وحسن المطروشي، وزينب غاصب، ويديرها حسن حجاب الحازمي، والختام مع مسرحية "زهير". برنامج يوم الجمعة 25 شوال 1432ه يبدأ عند الساعة الرابعة عصرًا بندوة تحت عنوان: "الإعلام وتحديات المستقبل" بمشاركة محمد التونسي رئيس تحرير صحيفة "عكاظ"، وجميل الذيابي رئيس تحرير الطبعة السعودية لصحيفة "الحياة"، والإعلاميان جلال الدين الشيخ زيادة، وناصر البراق، نليها ندوة حول "أسواق لها تاريخ" بمشاركة الباحثين عبدالرحمن الأنصاري، ومحمد فهد الفعر، وعبدالعزيز الهلابي ويديرها يوسف العارف، يعقبها عرض مسرحية "زهير". اليوم الختامي للفعاليات؛ السبت 26 شوال 1432ه سيشهد عند العاشرة صباحًا بداية الجزء الثاني من محور "من تجارب الكُتّاب" مستضيفًا كلًا من نبيل سليمان، ومحمد العباس، وزكريا عناني، ويدير الحوار معهم الدكتور سعيد السريحي. تلي ذلك وعند الرابعة عصرًا ندوة تحت عنوان: "خطابنا الأدبي في عصر المعلوماتية"، يشارك فيها الإعلاميان صالح الزهراني وتركي الدخيل، ويديرها أحمد الغامدي. تليها عند الساعة السادسة ندوة بعنوان "استثمار طاقات الشباب" بمشاركة كل من سليمان الزايدي، وخليل الثقفي، وعادل بانعمة، وعبدالرزاق أبو داود، فيما يديرها أحمد البوق. والختام بعرض مسرحية "زهير بن أبي سلمى". وكان الدكتور عبدالإله بن عبدالعزيز باناجة، رئيس اللجنة المشرفة على البرنامج الثقافي قد أوضح في تصريح صحفي أن اللجنة عملت وفق توجيهات الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا على السوق، التي أكد فيها تطوير البرنامج الثقافي بما يرتقي إلى تطلعات مثقفي المملكة والعالم العربي، مشيرًا إلى أن الأمير خالد الفيصل أكد أن سوق عكاظ وما تقدمه من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية ينسجم انسجامًا تامًا مع أهداف الخطة العشرية المعدّة لتنمية منطقة مكةالمكرمة وتحديدًا مع أهداف محور بناء الإنسان الموازي لمحور تنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محليا وإقليميا وعالميا. مضيفًا بالإشارة إلى أن رؤية الأمير تؤكد أن بلوغ منطقة مكةالمكرمة موقعها الذي تستحقه لن يتأتى إلا من خلال بناء المجتمع المبني على القيم والمتميز بالأخلاق والملتزم بقيم العمل والنظام والمعاملة والعلم والثقافة والفكر والأدب، معربًا عن تطلعه إلى أن تواصل السوق في هذا العام نجاحاتها السابقة، وصولًا إلى تقديم صورة حضارية مشرّفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ آبائه وأجداده وقوته من نماء وطنه وازدهاره، منطلقا إلى بناء مستقبل مشرق له وللأجيال المقبلة، متسلحا بقيمه وعاداته وتقاليده وعلومه ومعارفه وثقافته وأدبه. كذلك أشار الدكتور باناجه إلى أن البرنامج خصص ثلاثة معارض ضمن أنشطته وبرامجه، تشتمل على معرض علمي متخصص عن تقنية النانو، ومعرضين فنيين هما معرض "لوحة وقصيدة"، ومعرض "الخط العربي والتصوير الضوئي" الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى معرض "الكتاب الإلكتروني"، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام. لافتًا إلى أن برنامج سوق عكاظ الثقافي في هذا العام أعد أنشطة وبرامج خاصة بإحياء الفلكلور الشعبي، تشمل مسابقات الفلكلور الشعبي التي تجري بين محافظات منطقة مكةالمكرمة تحت إشراف محافظة الطائف، وعروض الفلكلور التي ستنفذ في جادة عكاظ تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة. كما سيشهد تقديم الأعمال المسرحية الدرامية التاريخية المتنوعة في جادة عكاظ "مسرح الشارع" والتي تشمل تجسيدًا لبعض نواحي الحياة فضلًا عن عروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض قوافل الإبل والخيل. ويشارك في تقديم العروض المسرحية في "مسرح الشارع" بجادة سوق عكاظ " 50 ممثلًا سعوديًا يساندهم 100 شاب متطوع من أبناء المجتمع المحلي في محافظة الطائف وطلاب جامعة الطائف. وتنفذ الهيئة العامة للسياحة والآثار العروض المسرحية المقرر تنفيذها في جادة عكاظ في الموسم الحالي، بأسلوب إخراجي جديد وبالاستعانة بتجهيزات أفضل من السنوات السابقة، وستقدم يوميا أربعة عروض مسرحية على مدى خمس ساعات، اعتبارًا من الرابعة عصرًا إلى التاسعة مساء. ويشمل استعراض الحياة في جادة عكاظ على تنظيم عروض لمجاميع تضم 150 شخصًا يرتدون اللباس التاريخي يمشون لمسافة 600 متر في الجادة، ويمرون خلال مسيرهم بشعراء المعلقات ويسمعون قصائد المعلقات من كل شاعر بالترتيب، بينما تزاول مجموعات أخرى أساليب الحياة القديمة، كالبيع والشراء وتبادل الأحاديث، كما ستتحلق مجموعات حول النار، فيما يتابع آخرون شعراء المعلقات والرواة الذين يلقون الشعر على الحضور. كما تشمل العروض أيضًا استعراضًا لعناصر الحياة في جادة سوق عكاظ من خلال مشاركة مجموعة من كبار السن من أصحاب المهن يتحدثون بالعربية الفصحى مع مرتادي السوق بصورة لا يتوقعونها، كما سيحتكم فريق من الممثلين لدى أحد الزائرين باعتباره قاضي القضاة ويشرحون له قضيتهم، لجذبه إلى التحدث معهم بالفصحى، فيما سيستوقف ممثل يؤدي دور الراوي الزوار ليروي لهم قصيدة الخنساء في أخيها صخر. وتجسد هذه العروض جوانب الحياة والأنشطة التي كان يشهدها سوق عكاظ قديمًا، وتعرض أمام الزوار باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى عروض أخرى لإلقاء الشعر العربي الفصيح وخصوصًا "المعلقات" والخطب البلاغية التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ، ويؤدي تلك الأعمال ممثلون محترفون وهواة على طول جادة عكاظ.