تنوعت آراء النقاد المشاركين في ندوة (شعر زهير بن أبي سلمى - قراءات نقدية) في سوق عكاظ حيث تناول النقاد المشاركون في الأمسية وهم الدكتور حسين جمعة والدكتور حسن الهويمل والدكتور صلاح عيسى من خلال بنائه الفني في وحدة العقيدة وكذلك الصور الشعرية وصفة الانتحال وعلاقته بشعر زهير. حيث أكد الدكتور حسين جمعة أن معلقة زهير تمثل وجها من وجوه وحدة الحياة والمعنى أثرت فيها حرب داحس والغبراء التي كانت توجهه من بداية القصيدة إلى نهايتها. ولفت جمعة إلى أن زهير تناول الصراع الدموي الذي مثلته حرب داحس والغبراء مذكرا بأن المعلقة قيلت في سوق عكاظ ووجه من خلال دعوته إلى تحالف القبائل ومناداته بالسلام والتطهر من الآثام والأحقاد والضغائن وقال: قدم زهير قربان السلام في سوق عكاظ دلالة على شدة معاناة الحرب وأضاف من هنا نجد أن الفكرة التي قدمها زهير هي أنه يمكن للقصيدة أن تؤدي دورا في جمع الشتات وإخماد الحروب. أما الدكتور حسن الهويمل انتقد المستشرقين وأضاف إليهم المصري طه حسين على (الضجة) التي أثارها من خلال كتابه عن الأدب الجاهلي وهجومه على الشاعر زهير بن أبي سلمى ووصفه له بأنه كان شابا ينتقد حماسه وذكاء وحبا للوجاهة والعصف الفكري. وقال الهويمل إن طه حسين وجد ضالته في المناهج العلمانية واحتضنته جامعة السوريون ولذلك تبنى الأفكار الاستشراقية إضافة إلى تألفه كتابا في أصول الأدب الجاهلي وكان هذا سببا في التصدي له من خلال عدد من الدراسات التي كتبها عدد من كبار النقاد والأدباء. وبين الهويمل أن مصطلح الانتحال ظهر في العصور الأدبية الأولى وتداوله مؤرخو الأدب مستدركا بأنهم لم يتناولوا هذا المصطلح تناولا جيدا لكن الكتاب المستشرقين تداولوه كثيرا وضربوا الشعر الجاهلي وبعض قصائد الشعر الإسلامي ومن ذلك القول بأن بعض الأبيات الواردة على قصائد زهير لم تكن له أو أدخلها الرواة عنوة وأرى أن هذا الرأي يخالف تماسك الرواية عن زهير. ولفت إلى أن زهيرا ربيب بيت شعر ومعانية زاخرة بالقيم الأخلاقية التي بعث الرسول لإتمامها كما أن شعره مليء بالحكم والأمثال وسار بنوادره الركبان. وتناول الدكتور فوزي عيسى الصورة الشعرية في شعر زهير ووصفها بالصورة الفنية مبديا اعجابه ببراعة الشعر ومفاهيم الصورة وقوة الكلمة الممزوجة بالعاطفة والتصوير الواقعي للأحداث وتطوير القصيدة من بناء وصياغة. وقال: لا يمكن دراسة شعر زهير بمعزل عن هذا الدور إذ كان يصنع قصيدته في حول كامل ولذلك لا بد من استيفاء الصورة والإلمام بكل جزئيتها وتفاصليها. وتطرق عيسى إلى بعض مظاهر الصور الشعرية في شعر زهير من خلال وصفه للصيد والوحش في صورة كلية ولوحات متكاملة تغطي مساحات واسعة يرسمها من خلال قص الأحداث والمواقف وما يعرف بصورة الحدث والمواقف.