في مبادرة جريئة للتصالح مع دمشق، قال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انه يرحب ب "حوار" مع الرئيس بشار الأسد لتحسين العلاقات بين لبنان وسورية. وصرح جنبلاط في حديث أدلى به إلى "الحياة" في باريس، انه يرغب في زيارة دمشق ليبحث مع الأسد في سبل إصلاح العلاقة وتعزيزها. نص الحديث ص 10 وقال: "أود ان أوضح معه الافكار التي عرضتها أمام البرلمان اللبناني حول امكان تصحيح العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية بين البلدين". ونفى ان يكون طالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وأشار الى انه يعارض تدخل أجهزة الأمن السورية في كل أوجه الحياة في لبنان. وأضاف ان "كل ما نقوله للسوريين هو انه ينبغي عليهم تحسين ادارتهم للملف اللبناني، فاذا كنا في شراكة، فلنعمل اذاً على تحسين ادارة هذه الشراكة". واكد انه لا يتحدى المصالح الحيوية لسورية، لكنه رأى وجوب تحديد هذه المصالح "بوضوح، لأن نظامنا في لبنان مختلف عن النظام في سورية. وإذا كان بعضهم يريد أن يكون في لبنان النظام السياسي نفسه، فإن هذا الأمر سيكون سيئاً". وأضاف: "قد تكون لدى بعضهم أحلام مفادها أن لبنان الذي سلخ عن سورية سنة 1920 نتيجة اتفاق سايكس بيكو، عاد إليها". ودعا إلى التمثل بآوروبا بعد حروبها، معتبراً أن "المجموعات الكبيرة الاقتصادية والسياسية تبنى من خلال إرادة مشتركة وفي جو من الديموقراطية والحريات وتعزيز المجتمع الأهلي". وأجرت "الحياة" هذا الحديث قبل صدور حديث وزير الدفاع السوري العماد أول مصطفى طلاس الذي تضمن هجوماً على جنبلاط راجع ص 5. وسئل الزعيم الدرزي هل لديه رد على طلاس، فأجاب انه لا يريد التعليق على هذه التصريحات. وأشار في حديثه الى انه يتطلع الى مواصلة نقاشاته مع الرئيس اميل لحود حول الحاجة لمراجعة العلاقات مع سورية وأشاد ب "حزب الله" لتلقينه اسرائيل "درساً تاريخياً" لكنه تساءل عما اذا كان على لبنان ان يستمر في تحمل عبء الصراع العربي - الاسرائيلي. وقال "كيف يمكن للبنانيين ان يتحملوا النتائج الاقتصادية والاجتماعية لحالة اللاحرب واللاسلم، فيما الدولة في أزمة مالية". وتابع "أليس هناك تناقض بين عمليات "حزب الله" العسكرية وحاجة لبنان للتطور الاقتصادي". وجنبلاط المعروف بصراحة كلامه، يقدم على تحدي الواقع عبر الحديث عن مواضيع متعددة، مثل المصالح الامنية لسورية، وتعاونها مع "حزب الله" ومستقبل المسيحيين في لبنان.