أقر النائب والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط امس السبت بأنه أساء إلى الرئيس السوري بشار الأسد خلال الخمس السنوات الماضية، وأكد أنه غير واثق مما إذا كان الرئيس السوري يمكن أن يتغاضى عن الإهانة اللفظية التي وجهها له. وقال جنبلاط في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية "لقد أسأت للرئيس السوري بشار الأسد خلال لحظة غضب". وأضاف "استخدمت لغة غير لائقة وأنا غير متأكد مما إذا كان الأسد سيعفو عن ذلك". وكان جنبلاط أحد أعضاء ائتلاف الرابع عشر من آذار انسحب منذ أشهر قليلة من الائتلاف وبدأ التصالح مع المعارضة التي يقودها حزب الله. واتهم الزعيم الدرزي النظام السوري بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. ودعا جنبلاط خلال لقائه مع القناة القيادة السورية لطي صفحة الماضي "من أجل مصالح الدولتين". من جهتها، وصفت جريدة "الوطن" السورية الاحد الزعيم جنبلاط بأنه لم يكن صريحا في مواقفه التي كانت برأيها تتأرجح بين 14 آذار و8 شباط و"كأنه لا يريد ان يخسر اي طرف من الاطراف". ونقلت الصحيفة الخاصة والمقربة من الحكومة عن محللين سوريين ولبنانيين رفضوا الكشف عن اسمائهم "ان جنبلاط لم يكن صريحا في المواقف التي صدرت عنه وبقيت تتأرجح بين 14 آذار و8 شباط وكأنه لا يريد ان يخسر اي طرف من الاطراف ولو كان من بين احدها من يؤيد اسرائيل ويدافع عنها". وتابعت الصحيفة "ان المعادلة واحدة بواحدة التي حاول جنبلاط فرضها على السوريين لم تكن موفقة على الاطلاق لامرين الاول انه اتهم سوريا مباشرة باغتيال والده عام 1977 والثانية انه سبق لسوريا ان سلفت جنبلاط مئات المواقف في السابق ووفرت له الحماية في سوريا ولبنان حين كان مهددا". واشار المحللون بحسب الصحيفة الى ان "كلام جنبلاط كان متعاليا واستخدم كلمات مثل سنختتم وسأنسى وكان زيارته مصلحة لدمشق فقط وليست برجاء منه". وحول نفي جنبلاط لما نشرته الوطن قال المحرر السياسي للجريدة "انه صحيح ان جنبلاط توجه عبر الاعلام لانصاره بعدم التعرض للسوريين في لبنان لكن الصحيح ايضا ان جنبلاط كان جزءا من منظومة سياسية متكاملة عملت على قتل السوريين في لبنان والاعتداء عليهم ولم نسمع اي اعتراض منه على ممارساتها". واعتبر المحرر "ان جنبلاط كان من اكثر المحرضين في خطاباته التي كانت في لحظات من غضب تجاه السوريين ما شجع الاعتداء عليهم" متمنيا لو "استمع الى كلمة اسف لذوي من قتل او جرح في لبنان". وتساءل "لماذا لم يجب جنبلاط على كل ما نشرته الصحيفة وخاصة موضوع شهادته المزيفة التي قدمها لديتليف ميليس في جريمة اغتيال الحريري وسكوته عن فبركة شهود مزيفين في القضية ذاتها علما ان من قام بها هو اقرب المقربين اليه".