قال مسؤول بارز حليف لدمشق ان "لا شوائب في العلاقة" بين دمشق ورئيس الحكومة رفيق الحريري، و"إن الايام القليلة المقبلة ستثبت وقائع مخالفة لما يروّج له البعض عن جفاء، مستفيداً من العتب السوري على الحريري لاعتباره أن عملية "حزب الله" الاخيرة في مزارع شبعا جاءت في توقيت خاطئ". وأكد المسؤول ل"الحياة" ان "خلفية العتب كانت أن القضايا المتعلقة بمقاومة اسرائيل يجب ان تناقش في الغرف المغلقة بين المعنيين بالأمر، الذين يحق لهم التداول بها، بدلاً من إظهاره الى العلن على نحو يحاول البعض الافادة منه ليوحي بأن الموقف من المقاومة يسبب انقساماً داخلياً". ورأى ان البعض تعاطى مع هذا العتب "على أنه سيؤدي إلى تبدل في الوضع السياسي وصولاً الى التغيير الوزاري". ولفت المسؤول إلى أن "اتصالاً أجري، الاثنين الماضي، بين الحريري ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، أريد منه إقفال الباب على أي حديث يتعلق بالتغيير الحكومي من ناحية، وعلى اي اجتهاد في تقويم علاقة رئيس الحكومة بدمشق طبقاً لبعض التمنيات". وأشار الى "ان الاتصالات قطعت شوطاً كبيراً على طريق تطبيع علاقة النائب وليد جنبلاط بسورية"، مؤكداً أن دمشق "راغبة في استيعاب الجميع، وأبوابها مفتوحة لأصحاب وجهات النظر، بدلاً من طرحها في الاعلام في شكل يفيد منه الذين لا يرغبون في التعاون الايجابي مع سورية". وفي هذا السياق، نفى مصدر مقرب من رئيس الجمهورية اميل لحود علاقة الأخير بكل ما اشيع عن نية تغيير الحكومة. وأكد ل"الحياة" ان "مجموعة من المستوزرين، وبعضهم ممثلة كتلهم النيابية في الحكومة، هم وراء الترويج لها". وعدد اسباب استبعاد فكرة هذا التغيير، "وفي مقدمها عدم وجود معارك متبادلة بين لحود والحريري تستدعي مجرد الخوض في ذلك، فضلاً عن ان البديل غير موجود، حتى إشعار آخر". وأشار الى ان الجهد ينصبّ الآن على "الجمع بين نية لحود إنقاذ البلد عبر النهوض بالوضعين الاقتصادي والمالي، وقدرة الحريري على تحقيق ذلك، وهو يعرف قبل سواه من هم وراء اشاعات التبديل الحكومي". وأضاف أن لحود كان مع ترؤس الحريري الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وأن موقفه هذا "لم يكن منّة لأحد، لأنه حق دستوري لرئيس الحكومة، لاعتقاده ان هذه الخطوة تسهم في تنفيس الاحتقان الذي نجم عن الاشاعات من جهة، وتشكل رسالة لمن يراهن على حصول مشكلة بين الرئاستين الاولى والثالثة من جهة ثانية". واذ اكد ان المسؤولين السورييين ليسوا في هذا الوارد، قال إنهم يتطلعون الى مزيد من التعاون بين لحود والحريري. وشدد على ضرورة وضع البرنامج الاقتصادي الانقاذي الذي ينتظر الانتهاء من التحضيرات لعقد مؤتمر باريس - 2. واعتبر ان الوضع الاقتصادي الدقيق "لا يحتمل تبادل تسجيل المواقف"، لافتاً الى "ضرورة صوغ موقف من وثيقة قرنة شهوان من دون ان يعني ذلك إعلان حرب على واضعيها، خصوصاً ان لهؤلاء منطقاً يحظى بدعم غالبية اللبنانيين".