سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوساط إسرائيلية تتوقع ضغطاً أميركياً على شارون لوقف الاستيطان لقاء انهاء "العنف" . الفلسطينيون يصرون على قبول إسرائيل المبادرة الأردنية - المصرية ك "حزمة واحدة"
يصل وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اليوم الى واشنطن في اطار حملة ديبلوماسية اسرائيلية لمواجهة المبادرة المصرية - الاردنية التي ترفض تل ابيب حتى الآن قبولها وسط توقعات بان تتعرض اسرائيل لضغط اميركي لوقف الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة مقابل "وقف العنف" من قبل الفلسطينيين. وفي هذه الاثناء جدد رئيس حكومة اسرائيل ارييل شارون رفضه العودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين قبل "الهدوء التام" فيما أكد الفلسطينيون من جانبهم ضرورة الالتزام بالمبادرة "كرزمة واحدة" غير قابلة للتفكيك أو التجزئة. نفت السلطة الفلسطينية وجود اي اتفاق بشأن "وقف اطلاق النار" بين الفلسطينيين والاسرائيليين مؤكدة ان الاعلان الاسرائيلي الذي ورد على لسان وزير الخارجية شمعون بيريز بشأن "تخفيف" العقوبات الجماعية المفروضة على الفلسطينيين مجرد "مناورة" اسرائيلية تخدم اهداف زيارة بيريز الى واشنطن. وأكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع أبو علاء ان السلطة الفلسطينية ترفض ادخال أي تعديل على المبادرة العربية مشدداً على ضرورة ان تقبل حكومة شارون بها "كرزمة واحدة" بالعناصر التي وردت فيها وعلى رأسها وقف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والعودة الى طاولة المفاوضات من النقطة التي وصلت عندها. وقال "ابو علاء" في رده على سؤال بشأن المطلب الاسرائيلي بان تمتد "فترة الهدوء" التي تسبق المفاوضات الى شهرين: "المهم ان تقبل اسرائيل بالمبادرة كحزمة واحدة بحيث توقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وتسحب آلياتها العسكرية الى ما كانت عليه قبل الثامن والعشرين من شهر ايلول سبتمبر من العام الماضي وان تكون للعملية السلمية صدقيتها وبعد ذلك يتم بحث الجدول الزمني ومسألة التلازم أو التوازي في تطبيق عناصر المبادرة". وأشار شارون خلال اجتماعه مع المبعوث الاوروبي للشرق الاوسط خافيير سولانا أمس الى انه سيكون من الممكن التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين "بعد ان يسود الهدوء التام فقط". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن شارون قوله خلال هذا الاجتماع ان حكومته "لا تقبل بفترة هدوء تقتصر على أربعة أسابيع... وانه يجب ان يتم تحديد هذه الفترة طبقاً للظروف على أرض الواقع". وقالت مصادر صحافية اسرائيلية امس ان بيريز امتنع عن تقديم الرد الاسرائيلي على المبادرة العربية كتابيا واكتفى بطرح "ملاحظاتها شفويا" خلال زيارته لكل من القاهرة وعمان اول من امس. وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية ان شارون اجرى اتصالاً هاتفياً مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الاحد أكد خلاله ضرورة ان "يوقف عرفات العنف فوراً". ونفت السلطة الفلسطينية ان تكون الادارة الاميركية بعثت برسالة "شديدة اللهجة" الى القيادة الفلسطينية تؤكد فيها ضرورة العمل لوقف "العنف فوراً"، وان "واشنطن لا تستطيع ان تضغط على شارون الى ما لا نهاية ومنعه من الرد بعنف وقسوة على الهجمات الفلسطينية" كما أفادت صحيفة "القدس" الفلسطينية. وتترقب المحافل السياسية الاسرائيلية نتائج زيارة بيريز الى واشنطن في ظل توقعات بأن يتعرض الاخير الى ضغوط اميركية بشأن وقف التوسع الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة مقابل تعهد الجانب الفلسطيني "بوقف العنف". وعلى رغم اعلان بيريز نية اسرائيل القيام "بخطوات فورية" لتخفيف الحصار والاجراءات القمعية الاسرائيلية على الفلسطينيين، اكدت وزارة العمل الفلسطينية انها لم تتسلم تصاريح عمل للفلسطينيين، كما ورد على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر الذي قال انه تم اصدار 11 ألف تصريح عمل للعمال الفلسطينيين للتوجه الى اماكن عملهم داخل الخط الاخضر. ونفت مصادر فلسطينية مطلعة ان يكون الجيش الاسرائيلي خفف من حصاره على المدن والقرى الفلسطينية خصوصا شمال الضفة الغربية التي اكد شهود عيان انه جرى تشديد الحصار فيها حول عدد من القرى المحيطة بقلقيلية ونابلس. وفي هذا السياق، نقلت مصادر صحافية "يديعوت احرنوت" العبرية عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان شارون "سيقدم قطعة حلوى" للمستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت المصادر ذاتها ان شارون سيطرح في الجلسة المقبلة للحكومة اقتراحا يقضي بتصنيف المستوطنات ك"منطقة مواجهة" ما يعني منحها امتيازات مشابهة لتلك التي تحظى بها المستوطنات الاسرائيلية على الحدود الشمالية مع لبنان بما في ذلك تخفيضات في الضرائب ومنح للمشاريع الصناعية والزراعية وتحصين هذه المستوطنات.