} أطلع الرئيس ياسر عرفات خلال محادثاته في القاهرة أمس كلاً من الرئيس حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد على تفاصيل الأوضاع المتدهورة في الاراضي المحتلة والتحرك الفلسطيني خلال الفترة المقبلة، كما استمع من مبارك الى نتائج زيارته لواشنطن، ودرس الزعيمان سبل كبح التدهور الحاصل، بما في ذلك التنسيق العربي الشامل. أكد الرئيس ياسر عرفات التزامه الوعود التي أعطاها للإدارة الاميركية ب"عدم تصعيد رد الفعل وعدم التراجع عن الرغبة في استئناف المفاوضات". وقال عرفات عقب اجتماع له مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد إن القيادة الفلسطينية تقوم حالياً بتحركات مكثفة مع القوى الدولية وعلى المستويات كافة من أجل مواجهة الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. ورداً على سؤال عن موقف القيادة الفلسطينية من عملية السلام في ضوء محاولة اسرائيل اغتيال قيادات امنية فلسطينية، قال: "ما نزال نحترم الكلمة التي اعطيناها للادارة الاميركية الجديدة، وهذا الامر يعتمد على كيف سترد اسرائيل في المقابل". وكان عرفات عقد جلسة محادثات مع الرئيس حسني مبارك وصفها بأنها مهمة وتم خلالها استعراض تطورات جميع الأوضاع على الساحة الفلسطينية بما في ذلك تصعيد الحرب ضد الشعب الفلسطيني بالوسائل كافة براً وبحراً وجواً مع استمرار فرض الحصار على المدن والقرى والمخيمات وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وإغلاق الحدود مع مصر والاردن وإغلاق مطار غزة ومنع التبرعات التي قدمتها الدول الصديقة من الوصول الى الشعب الفلسطيني. وأشار الى أن مبارك اطلعه على "ما دار بينه وبين القيادة الاميركية خلال زيارته اخيراً لواشنطن"، معتبراً ان الزيارة "كانت ناجحة خصوصاً في ما يتعلق بدفع عملية السلام في المنطقة والحفاظ عليها". موسى وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عقب محادثات مبارك - عرفات التي استمرت أكثر من ساعة، بأن الرئيسين بحثا في الموقف المتفجر في الأراضي المحتلة والإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية ازاء المدنيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع. وقال موسى الذي شارك في المحادثات ان من الواضح ان الموقف خطير للغاية، مؤكداً أن استئناف بناء المستوطنات وقتل عدد من المسؤولين الفلسطينيين وإحكام الحصار على الضفة وغزة وغيرها من الإجراءات تزيد من صعوبة الموقف ومن ردود الفعل "الطبيعية" للشعب الفلسطيني. ودعا موسى الى بلورة موقف عربي في إطار مقررات قمة عمان من خلال التنسيق العربي - الفلسطيني. وذكر في هذا السياق الأردن وعدداً من الدول الأخرى المعنية بعملية السلام داعياً الى مواجهة الموقف "ليس فقط في الاراضي المحتلة أو ما يسمى بالموقف الأمني، وانما ايضاً الموقف السياسي والتهديد المستمر لفرص استئناف عملية السلام". وقال موسى ان الموقف الحالي اصبح خطيراً جداً، وان المحادثات ستستمر حتى يمكن بلورة موقف لمواجهة هذه المسؤولية الكبيرة القائمة في إطار المسار الفلسطيني - الإسرائيلي. وأكد أن الجانب العربي لا يمكن ان يقبل بالاجراءات التي تسمح لليهود بزيارة الحرم القدسي، واشار الى أن عرفات اكد للقاهرة انه لا يقبل فرض الاستسلام السياسي والاستسلام على الارض على الشعب الفلسطيني. وأعرب موسى عن اعتقاده بأن الخطة الإسرائيلية الحالية تهدف الى فرض هذا الاستسلام وقلب الحقائق واتهام الفلسطينيين بالعنف وتغيير لفظ "الانتفاضة" الى "العنف". واعترف موسى بنجاح حملة التشويه الإسرائيلية، وقال: "لقد دهشنا جداً من أن عدداً من المسؤولين في العواصم الاوروبية والعالمية يتحدثون هذا الحديث نفسه"، داعياً الى مواجهة هذا التشويه وكشفه عربياً. وشدد موسى على أن ثمة خللاً في الاعلام العربي والفلسطيني، وقال إن الموقف العربي الآن أمام خيارات صعبة لأنه "اذا كان المطلوب هو استسلام الشعب الفلسطيني سياسياً وواقعياً فإن هذا يطرح مسؤولية كبيرة امام الشعب الفلسطيني والدول العربية عموماً". وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية من حصار وقتل ومستوطنات ورغبة في العودة الى نقطة الصفر هي أمور لا يمكن قبولها. ودعا الى ضرورة تقديم الدعم المالي للفلسطينيين الذي قررته قمة عمان حتى "لا نساعد القوى الضاغطة على الفلسطينيين". وعن امكان عقد قمة عربية طارئة، قال ان الدعم السياسي للفلسطينيين قائم و"سنعبر عنه في الأممالمتحدة وغيرها من المحافل الدولية". وقال إن سياسة إسرائيل "تصفية القيادات الفلسطينية مسألة خطيرة للغاية وسلسلة طالما فتحت لن تنتهي من فعل أو رد فعل"، مشدداً على ان "السياسة الإسرائيلية هي الملومة" اما "حكاية لوم عرفات فهذه مسألة لا يمكن أن نقبلها ولا منطق لها". وشدد على ضرورة التحرك الديبلوماسي العربي لتقديم الدعم السياسي للموقف الفلسطيني الصامد، وانتقد غياب المنطق في كل ما يجري مع أنه ببساطة "هناك أرض محتلة وشعب يقاوم قوة الاحتلال، ومواجهة بين هذه القوة وشعب يقع تحت الاحتلال". وقال موسى إنه سيتم البحث في موضوع إعادة طلب توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني بعد أن عطله الفيتو الاميركي في المرة الاولى، وهو الامر الذي أكده ايضاً عبدالمجيد عقب اجتماعه مع عرفات، اذ أعلن أنه "في حال الفشل سندعو الجمعية العامة للأمم المتحدة الى عقد اجتماع طارىء وإصدار قرار في هذا الشأن". ودعا عبدالمجيد واشنطن الى التفكير كثيراً قبل استخدام حق النقض مجدداً. وقال إن تعليمات شارون بقصف الشعب الفلسطيني الأعزل لن تحل المشكلة، مشيراً الى عناصر داخل اسرائيل غير راضية عن توجهات شارون، ومؤكداً أن سياسته لن تحقق السلام الذي وعد به الاسرائيليين. الي ذلك أ ف ب، قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مبارك اكد لوزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال اتصال هاتفي بينهما انه "سيبحث مع عرفات في تهدئة الوضع والعمل لمعاودة المفاوضات".