أكد الرئيسان حسني مبارك وياسر عرفات في قمتهما في القاهرة أمس التمسك بالسلام خيارا استراتيجيا، وأعادا الى الواجهة شروط هذا السلام "المقبول عربياً" بأنها انسحاب إسرائيل من الاراضي الفلسطينية إلى خطوط الرابع من حزيران يونيو 67 بما فيها القدس وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرار 194. صرح كبير المفاوضين وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات عقب المحادثات المصرية - الفلسطينية بأن الزعيمين بحثا في التنسيق للقمة العربية المقبلة في عمان كما استعرضا كل الاحتمالات في ضوء الحكومة الجديدة المتوقع تشكيلها في إسرائيل، وأيضاً الإدارة الاميركية الجديدة. واعتبر عريقات أن من السابق لأوانه الحديث عن تحول في موقف اميركا عقب زيارة وزير الخارجية كولين باول للمنطقة. ولاحظ عريقات أنه لم يصدر عن باول أي تصريح علني يدين الاحتلال ويدعو الى إنهائه، مشيراً إلى أن الإدارة الاميركية الجديدة قد تحتاج أشهرا عدة لتحدد موقفها من التعامل مع قضية الشرق الأوسط ما يعني أن فراغاً سيحدث لبعض الوقت. واعتبر الانتظار حتى إعلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية أمراً منطقياً، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن حكومة وحدة وطنية في إسرائيل هي حكومة شلل وعجز، وقال إن "حزب العمل سيكون جزءاً من هذه الحكومة إلا أن ليكود سيقوم بالتنفيذ على الأرض استيطاناً وتهويداً للقدس". وأشار عريقات إلى الموقف الفلسطيني المؤيد عربياًَ وأوروبياً والقائل بضرورة استئناف المفاوضات من حيث توقفت في طابا، وقال إنه لا يمكن العودة إلى نقطة الصفر. وحذر مما يسميه شارون النمو الطبيعي للمستوطنات وعدم بناء مستوطنات جديدة ما يعني استباحة ومصادرة أراضٍ لتوسيع المستوطنات. كما حذر من التصعيد الذي بلغ ذروته ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً بالحماية الدولية له في الفترة الحالية. وأكد عريقات أن الزعماء العرب الذين التقاهم باول في جولته الأخيرة تحدثوا بلغة واحدة وأنهم دعوا الإدارة الجديدة للتحرك استناداً الى قرارات الشرعية الدولية. وكان مبارك وعرفات عقدا أمس جلسة محادثات ثنائية في قصر السلام ثم انضم إليهما وفدان مصري وفلسطيني. ومن جانبه صرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى قبيل توجهه الى ليبيا لرئاسة وفد مصر في اجتماعات قمة سرت بأن محادثات مبارك وعرفات تركزت على تدارس الموقف الحالي في اسرائيل والاحتمالات الممكنة للتوجه السياسي الإسرائيلي ازاء السلام في الشهور القليلة المقبلة. وأشار موسى إلى أن المحادثات تطرقت ايضاً إلى الإعداد لموقف عربي يتم التعبير عنه في القمة العربية المقبلة في عمان في أواخر شهر آذار مارس الجاري، وكذلك في ضوء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة عقب عطلة عيد الأضحى المبارك مباشرة. وسُئل موسى هل عرفات مرتاح لنتائج محادثاته مع باول فأجاب إن عرفات "غير مرتاح عموماً ازاء الموقف ككل واحتمالاته". واعتبر موسى تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي يدين التصرفات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين اشارة لا بأس بها، وقال: "طالما أكدنا أن حقوق الانسان في الاراضي المحتلة في حالة سيئة للغاية". وسئل موسى عن القضية العراقية فأكد انها "مثارة في كل الاحوال وهي من ضمن القضايا والامور التي يجب علينا كعرب أن نتحدث فيها"، داعياً إلى اخذ نتائج الاتصالات بين الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف في الاعتبار. وقال إن مجرد اتفاقهما على استمرار اللقاءات يعد مؤشراً صحياً. على صعيد آخر، رافق الأمين العام لمنظمة دول الفرانكفونية الدكتور بطرس غالي موسى لحضور قمة سرت، كما غادر القاهرة للغرض نفسه الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد.