تعتقد الممثلة ورد الخال ان الجمال لا يمكن أن يصنع ممثلة، بل قد يكون سبباً مدمراً حين ترى أية ممثلة انها قادرة على أن تثبت حضورها من خلاله لا غير! انه اعتراض واضح من ورد على بعض الظواهر التلفزيونية التي تتناسى الشروط الابداعية التي يفترض ان تحكم اي عملية انتاجية لأي مسلسل تلفزيوني في شكل ينذر بخطر حقيقي، حيث يجد أي متطفّل وأية متطفّلة على هذا المجال الجميل والممتلئ بالرهافة، مجالاً واسعاً في فن قد لا يكونان على ارتباط، حتى وهمي، به، في حين يبقى ممثلون وممثلات اصحاب كفاية عالية جداً، بعيداً من اجواء التمثيل، سواء التلفزيوني او غير ذلك، ومع يأس بلغ التصريح به من الكثيرات والكثيرين حداً عالي الصوت، ولا من يجيب طبعاً في دوامة من الانتاج التلفزيوني المحلي المفتقر تماماً لأبسط الشروط الموضوعية في صناعة المسلسلات... وتصر ورد "الموهبة اولاً"، وبعد ذلك كل شيء قد يأتي... "أنا ممثلة و"أريد أن أعمل في جو يحمل الحد المعقول من المقومات، لكن اين النصوص؟ أين الانتاج؟ اين الاخراج؟"... وحين قررت ورد ان تؤدي شخصية الفتاة القوية القادرة على انتزاع حقوقها المادية والمعنوية في مسلسل "العنب المر"، كانت تعرف أن "هذا النوع من الشخصيات النسائية يلفت الجمهور العربي"، وكانت تريد ان تكسر ذلك الصمت الرهيب الذي شعرت به في مرحلة كان فيها الانتاج التلفزيوني على صعيد المسلسلات يميل الى الغياب شبه التام، ودخلت التجربة الجديدة مسلحة بخبرة وبقناعة بأن "النص جميل" على رغم ما فيه من الشخصيات والمواقف التي اعتادها المشاهد العربي في مسلسلاته، وهي هنا مكتوبة باطار مختلف وحيوي وفيه نبض، كما ان للاخراج دوراً كبيراً في تظهير الطاقات الادائية لديها، يضاف الى ذلك جو العمل ككل، ما مكن الجميع من العمل في ذهنية متحركة وصولاً الى نتيجة قد لا تكون كاملة المواصفات، غير انها "أثرت في الجمهور الذي أحب المسلسل"... كما تؤكد ورد. على أن ورد الخال لا تحاول ان تربط، بأي شكل من الاشكال، دورها في "العنب المر" بدورها الشهير في "العاصفة تهب مرتين"، بمعنى ان شخصية المرأة الذكية الواثقة في "العنب المر" هي صورة موجودة في المجتمع، تماماً كشخصية الفتاة اللامبالية في "العاصفة" الموجودة ايضاً في المجتمع، و"ليس صحيحاً ان ورد انما تسعى الى تكوين إطار جديد"، ايجابي لها في عيون الناس بلعب شخصية المرأة المتمكنة من عقلها وتصرفاتها ومواقفها، في مقابل شخصياتها السلبية في "العاصفة"، ومعروف ان "العاصفة" قدّم ورد الخال على نطاق كبير كممثلة، في مسلسل كان فاتحة المسلسلات اللبنانية بعد الحرب، كما كان سبباً في انتشار اكثر من وجه تلفزيوني ادائي، مثل رلى حمادة وفادي ابراهيم، ورلى وفادي كانا من الممثلين الذين لهم مكانة مستجدة في "النجومية" الادائية التلفزيونية، مطلع التسعينات. تؤكد ورد الخال على حبها "القديم والمتجدد للعب الأدوار المركبة الصعبة" التي تتطلب امكانات اكبر بكثير مما تتطلبه الأدوار العادية، وهي تبحث باستمرار، كما تقول وتعيد، عن النص. كأنما ورد تستشعر غياب الكتّاب التلفزيونيين عن الجديد، وتلفت الى ان لا اسماء جديدة وكثيرة تحترف الكتابة هذه، في حين ترواح الاسماء المعروفة في مساحات انتاجية محدودة، وفي تقبل "الواقع" التلفزيوني المحلي على علاّته من دون أي رفض او اي مسعى لتجاوزه، ذلك ان هذا الرفض لا يستقيم ولا يثمر الا في حالات وجود "أسواق" للمسلسل اللبناني تحرض المنتجين على الابتكار، تماماً كما فعل "الانتاج السوري التلفزيوني الذي قدّم نفسه بقوة وجدارة". وتأسف ورد الخال الى أن بعض العاملين في القطاع التلفزيوني، من ممثلين أو منتجين أو مخرجين ما زالوا يتغنون بالماضي الذي كان فيه انتاجنا المحلي اللبناني يغزو المحطات العربية، من دون ان يقوموا بأي بادرة او بأي تحرك او حتى بدراسة الظروف التي قادت العمل التلفزيوني اللبناني في المسلسلات الى الاستراحة التي لا حرج في وصفها بالمميتة. وتعترف ورد الخال بأن طريقة اعتماد بعض المسلسلات على اساليب غير فنية، وعلى مواهب غير حقيقية، ستزيد من حدة الازمة، ازمة انتاج المسلسلات، بدلاً من أن تردم الهوة التي قامت، بقسوة، بين الانتاج العربي المصري، السوري والانتاج اللبناني، في رأي العاملين في هذا القطاع الذي زادته الفضائيات العربية اهمية وحضوراً، وجذبت اليه الرساميل والأنظار. اما عن حصر نشاطها تقريباً،، بتلفزيون "المستقبل"، فترده ورد الى نوع من الرضى والانسجام والتناغم مع انتاج هذه المحطة، وترى ان برنامج "مسا الورد" الذي قدمت فيه نفسها كمقدمة برنامج لا كممثلة فحسب، والآن في "العنب المر" وفي أعمال لاحقة تحضَّر حالياً، هي أعمال تأخذ بيدها، كطاقة فنية، الى تحقيق شيء من ذلك "الحلم الكبير" الذي ترسمه، ولن تكف عنه...