مَن يشاهد رلى حمادة في مسرحية جواد الأسدي "المصطبة" تقدّم على خشبة مسرح بيروت يجدها مختلفة عن اطلالتها التلفزيونية السابقة في البرنامج الشعبي "العاصفة تهبّ مرتين"، وفي اطلالتها في برنامج "نساء في العاصفة". وفي البرنامجين استطاعت رلى حمادة ان تكون صاحبة حضور مميز في أدائها العفوي والمتقن في الوقت نفسه. اما على الخشبة فبدت ممثلة قديرة وقد أدت شخصية امرأة تدعى "مارلين" تعاني هموماً كثيرة حملتها في روحها منذ طفولتها. هنا لقاء مع رلى التي تُعتبر من الممثلات الشابات البارزات: استغرب بعضهم وجودك في عمل مع جواد الأسدي ربما لأن اتجاهه المسرحي خاص ومختلف عن توجهك. كيف حصل اللقاء وما هو رأيك بالموضوع؟ - اتصل بي المخرج جواد الأسدي وعرض عليّ العمل في "المصطبة"، وافقت بعد أن شرحت له ظروفي والتزامي بتصوير اعمال تلفزيونية. اتفقنا على اجراء فترة اختبارية، وبعد عشرة ايام من التمارين اتفقنا بشكل نهائي. اما الاستغراب لوجودي في اعمال كلاسيكية وجادة، فقد سبق لي ومثّلت في اعمال مسرحية كبيرة وجادة مثل "الطرطور" ليعقوب الشدراوي و"زلمك يا ريّس" مع جلال خوري. ربما للمرة الأولى اقدّم عملاً على مسرح جاد هو "مسرح بيروت" الذي يحمل صفة ثقافية معينة، ولكن بالنسبة اليّ لا يوجد مسرح للمثقفين ومسرح للناس، كل الناس تشعر مثل بعضها والجميع يحسّ بالشخصيات التي نمثّلها بالمقدرة ذاتها. المهم ان يجد الجمهور نفسه من خلال العمل. هل يمكن ان تلخّصي لنا دورك في المسرحية؟ وهل يؤدي الممثل احياناً دوراً لا يحبه؟ - العب دور امرأة تواجه في حياتها ظروفاً قاسية، فهي تتكفّل بتربية ابن شقيقتها وتحاول تربيته تربية محددة تشبه الى حد بعيد تربيتها، وتتعرف على رجل فتفتح له قلبها ويخرجها من عزلتها، وفي النهاية تكتشف ان الرجل يخدعها. نعم احياناً تحب الدور وأحياناً لا تحبه، بمعنى انه يستفزّك ولا يشبهك ومع ذلك تحب ان تلعبه، فتؤدّيه بطريقة، ربما، افضل من تأديتك للدور الذي تحبه. والأمر الغريب في شخصية "مارلين" التي اؤدّيها على المسرح انها تشبه دوري في المسلسل التلفزيوني "نساء في العاصفة"، الذي يعرض على "تلفزيون لبنان"، اي المرأة القوية الحاقدة على الكون. طبعاً الأداء يختلف لأن عقدها في المسلسل واضحة على عكس عقدها في المسرحية. بصراحة، دوري في المسرحية هو اجمل دور، لذلك احبه. اصدقائي قالوا لي: ذهبنا لنشاهد رلى حمادة فشاهدنا "مارلين". ماذا اعطتك "المصطبة" والتجربة مع جواد الأسدي؟ - انها تجربة مهمة لأنها اخرجت مني اشياء لم يسبق ان ظهرت، وهذا يعني ايضاً ان لديّ الكثير بعد لأقوله. وكانت مهمة لناحية بعض الجمهور الذي يعتبر انني ممثلة تلفزيونية فقط. لا شك في ان جواد الأسدي مخرج كبير وعندما تتعامل مع فنان كبير يصبح هو لا الممثل مسؤولاً عن العمل لأنه هو الذي يملك الرؤية ويوجّه الممثلين. كما تعاملت مع ممثلين ينتمون الى اجيال ومدارس مختلفة، مع شاب موهوب اسمه رياض شيرازي الذي كان احترامه وحبه من الجميع القاسم المشترك لفريق العمل في المسرحية، نظراً الى موهبته وإخلاصه للعمل. وتعرفت على ممثل عراقي قدير كان استاذ جواد الأسدي في العراق هو بدري فريد حسون. هل تسعى رلى حمادة الى النجومية وما هو مفهومك للشهرة؟ - لا اسعى ابداً الى النجومية، وهي بمفهومها المعروف لا تعني لي شيئاً. اذا لم احسّن الاوضاع وأترك بصمة وأفيد الناس فانني لا اكون نجمة. لديّ مفهوم خاص للنجومية. ذاكرة الناس تشبه "المنخل" وعينهم تلتقط اكثر من ذاكرتهم. اذا غاب الممثل عن العيون ينساه الجمهور على الفور. بهذا المعنى لا اعتقد بأن هناك نجومية في الوطن العربي. نور الشريف يحاول ويسعى من خلال معالجته لقضايا عربية كبيرة تطال الجميع. النجومية هي ان تتحدث الناس عن النجم سواء مرّ على الشاشة او لم يمرّ. هند رستم قدمت الكثير ولكن لا احد يتحدث عنها، اذاً هي ليست بنجمة. شارون ستون ليست نجمة. مارلين مونرو نجمة فالناس حتى الساعة تتحدث عنها. جاكلين كيندي نجمة. انديرا غاندي نجمة. ميريل ستريب ليست نجمة. هل تسعين أنت الى النجومية التي تتحدثين عنها؟ - طبعاً افتش عنها وأسعى اليها بكل جدية ومن كل قلبي. ولكن ليس من خلال الجنس كما هي حال مارلين مونرو، بل من خلال المرأة العربية وقضاياها والطفل العربي وهمومه وتطلعاته، من خلال القضايا الكبيرة مثل الظلم والاحتلال. نحن نعيش في بلد محتل. بات لكل محطة تلفزيونية نجومها ورموزها. وطغى المنطق "الحزبي" في تعامل المحطات مع الممثلين. ما هو تعليقك؟ - هذه مشكلة المشاكل التي تواجه الممثل. نعم انا محسوبة على تلفزيون لبنان لكنني لست موظفة. عندما ينتهي المسلسل اذهب الى منزلي ولا اعود اتقاضى قرشاً واحداً. انتاجاتنا محتكرة. في الماضي كان تلفزيون لبنان هو المنتج الوحيد، الآن بات الجميع ينتج الاعمال المحلية... لكن المشكلة انهم يعرضون على الممثل مبلغاً لا يؤمّن له بدل ايجار منزله. وطالما اتحدث عن الانتاج اسمح لي ان اقول ان الاعمال التي تنتج بسرعة وبإمكانات مادية متواضعة تؤدي الى ضرب الانتاج المحلي الجيد إن على صعيد الجمهور اللبناني وإن على صعيد السوق العربي، لذلك تلاحظ ان النتاج التلفزيوني اللبناني تراجع في سنوات الحرب، وتطور الانتاج السوري وبدأ يدخل السوق العربية. اعود الى مسألة احتكار الاسماء من قبل المحطات وأسأل: لماذا يحرم على الممثلة الظهور على اكثر من محطة؟ الممثل ليس موظفاً في مؤسسة. يجب ان نشجع الانتاج المحلي وان ننتج بغزارة فنحل مشكلة الممثل ونساهم في رفعة العمل التمثيلي المحلي. هل لدى رلى حمادة ممثل نموذج؟ - منذ الطفولة لم يكن لدي نموذج لا في التمثيل ولا في اي جانب آخر وأنا لا احب ان اكون سوى نفسي.