أول الكلام: لشاعر "أعناق الجياد النافرة"/ فوَّاز عيد - رحمه الله: - فمتى أراكِ... متى؟! ويغمرني السحابْ دنيا مغلفة بأجنحة العصافير اليتيمة لا أخاف... وراء نافذة وباب!!
1 بات يرتقب الصباح: قمراً... يستدينه من لياليه المطويّة. - قالوا له: لكنَّ وجه الصبح... يأتي ينبوعاً في الفجر من الضوء. ملأ الشجن نبرات صوته، حين عبر الشوق برازخ حزنه... والوقت: يسرق منه الأمل. وهو... يموت، يموت... في المسافة ما بين: الرؤية، والرؤى! ويرسم وجه "الحب" - ما زال - على امتداد الأفق. ويطوف "الوجه" كل مساء: يُشعل ليله، ويُطلع "ضحكتها": نجمة أولى في منعطفات دروبه. ويطلع "هو": إنساناً... غصناً أخضر لا يتكسَّر. 2 في كل الوقت... تتحول "بنفسجة" جذلى إلى رعود وبروق. وهو "الإنسان": يقف امام الوقت، يسأله ملتاعاً، متفجراً كينبوع: - متى تأتي أيها الوقت... وأنت: الشيء الواحد؟! يسمع حفيف ورقه العتيق، وهو حصون أحلامه وبيت زمانه. يرى هذا الوقت المنسلخ من الزمن: سفناً تمخر به رموز الحياة وتقلُّب الأحياء... حتى تُغرقه في هذه الليالي التي خسرت همس نجومها! 3 يتلفَّت... يقبض ذرات من تراب الوطن، حتى ينبت الفرح: أبداً. - ويهمس كالغناء... يقول: حين بذرنا العشق/ قمحاً... كان الحصاد: قلوبنا قبل عيوننا! وفي عينَي الشمس: انتظم اللحن... دائماً عندما ينثر نغم الحب: صوتاً، يعلن دقات القلب. يغسل الحب صدره: ضلعاً، ضلعاً. يهطل من ضحكته الغيث، الفرح: ربيعاً صحواً، وحنان أمومة أرض. تقوده دروب الحب الى الأمل... يسبق ظله، حتى يأتيه ليسأله عنوانه عنده! 4 يذهب "الحبيب" مطوياً كالأيام مع الأصداء... وما زال "الحب" هو الباقي أبداً في القلب. يستبقي الحب - وحده - في داخله... وما عداه: يتساقط كأوراق الخريف الجافة. لحنه: منسكب في مسافات الحب... وكلماته: ترحل الى تدفقه حتى في الهجر. ومن الخلف... يتصاعد ذلك النغم الفيروزي السبك، يُغنِّي: - "حاجي... وإذا بدّك تروح روح... وأنا قلبي تعوّد ع العذاب"! صار قلبه: يسكن توقه... يصهل في أوردة الوقت. صار دوماً - في ما تبقّى من العمر - يهمس في أذن الكلام... يناجي الحب. هو... هذا الفارس الحزين: يطارد أنفاس المهرة حتى خانته!! والآن... الآن/ فقط: يشتري الضحك بلحظات الوداع... يا لركضه!!