بكين، واشنطن أ ف ب، رويترز طالب الرئيس الصيني جيانغ زيمين الولاياتالمتحدة أمس باعتذار عن حادث تصادم طائرة تجسس اميركية بمقاتلة صينية، واتهم وزير خارجيته واشنطن بالغطرسة في تعاملها مع الأزمة، ملمحاً في الوقت نفسه الى وجود مخرج لها. وبعد مرور خمسة أيام على احتجاز طاقم الطائرة الاميركية التي هبطت اضطراراً في مطار هاينان الصيني، ورفض الإدارة الأميركية تقديم اعتذار، قال جيانغ ان على الولاياتالمتحدة ان تتحمل المسؤولية كاملة عن الحادث وان تعتذر للشعب الصيني، على فقد طيار المقاتلة الصينية التي هوت نتيجة الاصطدام. واعتبر الرئيس الصيني ان على الولاياتالمتحدة القيام بما يشجع "تنمية العلاقات الصينية - الأميركية على متسق بدلاً من نشر تصريحات تسيء الى العلاقات بين البلدين". واستدعى وزير الخارجية تانغ جياشوان السفير الأميركي في بكين الادميرال جوزيف بروير وأنّبه على ما وصفه ب"الغطرسة الأميركية"، واتهم واشنطن "بالتهرب من الواقع". ولكن، وعلى رغم اللهجة الصينية المتصاعدة، فسر ديبلوماسيون في بكين كلام تانغ بأنه مخرج محتمل للأزمة، خصوصاً، قوله إن "الصين تأمل بحل مناسب لحادث الاصطدام في صورة عاجلة"، وانها لا تريد سوى حماية سيادتها وكرامتها. وعزز هذا التوجه عدم تغيير جدول أعمال جيانغ الذي يصل الى تشيلي اليوم في بداية جولة أميركية جنوبية تشمل ست دول وتستمر 12 يوماً. وأعلن البيت الأبيض ان الأمر متروك للصين لتجنب تصعيد الموقف في شأن الحادث الجوي الى مستوى حادث دولي، وأن افضل طريقة لذلك ان تطلق طاقم الطائرة المؤلف من 24 شخصاً 21 رجلاً و3 نساء. ورفض وزير الخارجية كولن باول تقديم أي اعتذار، معتبراً ان ما حصل مجرد حادث. وأشار الى ان الرئيس جورج بوش قد يؤجل زيارة مقررة للصين نهاية العام الجاري. وكشف مسؤولون دفاعيون أميركيون ان طاقم الطائرة أتلف البيانات الحساسة فيها، لكنهم لم يحددوا بالدقة مدى الضرر الذي لحق بها، لحضور مسؤولين صينيين اللقاء الذي عقد بين الطاقم وديبلوماسيين أميركيين. وطالبت السفارة الاميركية السلطات الصينية بتنظيم لقاء ثان مع الطاقم.