ترددت انباء عن اتجاه واشنطنوبكين الى حلّ ازمة الطائرة التي حطت في مطار صيني واحتجز طاقمها، من دون توافر تفاصيل عن طبيعة الاتفاق الذي يمكّن، في حال تحقق، الطاقم الاميركي من العودة الى بلاده بحلول عيد الفصح. وعكف موفدون اميركيون الى الصين على دراسة الخيارات لنقل مواطنيهم المحتجزين الى بلادهم. هايكو الصين - رويترز، أ ف ب - دخلت الأزمة بين بكينوواشنطن الناجمة عن اصطدام طائرة تجسس أميركية بمقاتلة صينية، منعطفاً ايجابياً، بعدما التقى ديبلوماسيون اميركيون أمس اعضاء الطاقم المحتجز للمرة الخامسة، وترددت انباء عن ان قيادتي البلدين تضعان اللمسات الأخيرة على مخرج للأزمة. وافاد مصدر مطلع على المفاوضات أمس ان الديبلوماسيين الأميركيين الموجودين في جزيرة هاينان، جنوبالصين، يدرسون احتمالات عدة لإخراج طاقم طائرة التجسس الأميركية المحتجز هناك منذ اصطدامها بالمقاتلة الصينية في الأول من نيسان ابريل الجاري. وقال إن فريق المبعوثين الخاصين الأميركيين في هايكو، كبرى مدن الجزيرة، عزز بموظفين مكلفين تنظيم رحلة العودة لطاقم الطائرة، إذ بلغ عددهم اكثر من عشرة، بعدما كانوا ستة خلال الأيام الاخيرة. وتسعى واشنطن الى إجلاء الطاقم بطائرة خاصة لتفادي التقاء افراده، وهم 21 رجلاً و3 نساء، الصحافيين، وقد يعادون الى واشنطن في رحلة تجارية. يذكر ان ارسال طائرة خاصة يقتضي ترخيصاً خاصاً من السلطات الصينية. وفي حال اقتضى الأمر اختيار مطار للتوقف، فإن المبعوثين الأميركيين الخاصين حائرون بعد بين مكانين ممكنين، هما بكين وهونغ كونغ، على رغم ان الحل الأفضل، عندما يتم الإفراج عن طاقم الطائرة هو مغادرة الاراضي الصينية مباشرة من هاينان. ومن المفترض ان يعود الطاقم الى الولاياتالمتحدة. ولكن يرجح ان يتوقف في هاواي في مقر القيادة العسكرية للولايات المتحدة في المحيط الهادئ حيث يتوقع استجواب أفراده في شأن ظروف احتجازهم في الصين اثر الهبوط الاضطراري لطائرة "اي بي-3". وتقع قاعدة الطاقم بالقرب من سياتل في ولاية واشنطن شمال غربي الولاياتالمتحدة على ساحل الهادئ. وينشط الفريق الذي ارسل الى هايكو والتقى اربع مرات طاقم الطائرة المحتجز، لإعداد وثائق السفر الرسمية حتى يتمكنوا من عبور الحدود. وطلبت الصين من الولاياتالمتحدة أمس عدم تعقيد الخلاف في شأن الطائرة. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها سون يوشي: "ارجو الا يزيد ربط الحادث بقضايا اخرى في تعقيد الوضع بأكمله، لئلا تتأثر العلاقات الصينية - الأميركية". وكان بذلك يرد على تساؤلات عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأن اضراراً قد تلحق بالتجارة الصينية مع الولاياتالمتحدة بسبب الخلاف، وتصريحات عضو الكونغرس الأميركي هنري هايد الذي وصف أفراد طاقم الطائرة "بالرهائن". وأشار سون الى ان إعراب باول عن أسفه عند الاشارة الى طيار المقاتلة الصينية المرجح انه قتل في الحادث، خطوة نحو انهاء الجمود. لكنه كرر ضرورة اعتذار واشنطن عما حصل. من جهة اخرى، قال الملحق العسكري الأميركي لدى الصين نيل سيلوك ان افراد الطاقم يمارسون التدريبات الرياضية ويحصلون على تقارير اخبارية في شكل منتظم ويتلقون بريدهم الالكتروني. واضاف، بعد الاجتماع مع أفراد الطاقم للمرة الخامسة منذ اعتقاله، ان الصينيين الموجودين معهم زودوا المدخنين منهم سجائر، "وهم يحصلون على كل ما يحتاجون اليه". وأظهرت الأزمة الناشبة بين الصينوالولاياتالمتحدة، بجلاء، حجم الصعوبات التي تواجهها الإدارة الجماعية الصينية في التوفيق بين المصالح الخاصة لجيش شديد النزعة القومية ومصالح دولة في خضم مرحلة تحول اقتصادي، على ما يرى الخبراء. فقبل أقل من 18 شهراً على عملية انتقال سياسي حساسة، حرصت السلطات الصينية، وعلى رأسها الرئيس جيانغ زيمين، على الظهور في مظهر القيادة الموحدة في مواجهة هذه الازمة، متخذة منها موقفاً متشدداً بعد يومين من التردد. وقال جان بيار كابستان خبير الشؤون الصينية في المركز الفرنسي للدراسات الصينية المعاصرة ان "جيانغ اختار موقفاً متطرفاً لإخفاء الخلافات في وجهات النظر"، مشيراً الى ان بكين لا تزال مترددة بين سياستين خارجيتين متناقضتين: واحدة موالية للغرب تهدف الى جذب الاستثمارات الخارجية، واخرى قومية النزعة ومعادية للولايات المتحدة.