واشنطن، بكين - أ ف ب، رويترز - فيما لم تهدأ بعد التصريحات الصينية المنددة بقرار واشنطن بيع تايوان اسلحة متطورة، فجر الرئيس الأميركي جورج بوش أزمة جديدة بإعلانه تحولاً مثيراً في السياسة الأميركية حيال تايوان، هو الأول من نوعه منذ 20 عاماً، عندما قرر مساعدتها عسكرياً في حال تعرضت لهجوم صيني. وألغى المراجعة السنوية لمبيعات الأسلحة إليها. تعهد بوش الدفاع عن تايبه إذا تعرضت لهجوم عسكري من جانب بكين التي تعد تايوان إقليماً متمرداً. وقال في تصريحات نقلها تلفزيون "ايه بي سي" انه مستعد لإرسال قوات أميركية لمساعدة تايوان، وأوضح ان على "الصينيين ان يفهموا ذلك". وأضاف في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" أنه سينهي سياسة اتبعتها الولاياتالمتحدة، عشرين عاماً، تقضي بمراجعة سنوية لمبيعات الأسلحة الى تايوان. وتتزامن تعليقات بوش مع تصاعد التوترات بين واشنطنوبكين، إذ تواصل الصين احتجاز طائرة تجسس اميركية اضطرت الى الهبوط في جزيرة هاينان بعد تصادم في الجو مع مقاتلة صينية في الأول من نيسان ابريل الجاري. وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون اعلنت رسمياً أول من امس صفقة اسلحة الى تايوان قيمتها بلايين الدولارات. ووصف وزير الخارجية الصيني تانغ جياشوان الصفقة الأميركية بأنها تدخل في شؤون بلاده ستعاني الولاياتالمتحدة ذيوله. وصعد الجيش الصيني لهجته امس، وحذرت صحيفته من "أن مبيعات الأسلحة لا يمكنها، في الحقيقة، أن تضمن أمن تايوان بل قد تنجم عنها عواقب وخيمة على شعبها". وكتبت أن "السلطات التايوانية تلعب لعبة خطرة جداً، إذا ظنت ان الأسلحة يمكن ان تقرر مستقبل بلد فإننا نقول إن ما من احد يمكنه الوقوف أمام 2،1 بليون صيني أو امام الجيش الصيني". واستدعت الصين السفير الأميركي في بكين الأدميرال ديفيد بروير وسلمته احتجاجاً قوياً. وأكدت ان صفقة الأسلحة الى تايوان ستلحق ضرراً مدمراً بالعلاقات الصينية - الأميركية. وامتنعت بكين عن التعليق على تصريحات بوش، واكتفى ناطق باسمها بالقول إن بلاده اخذت علماً بها، كذلك امتنعت تايوان عن التعليق، وقال ناطق باسم الرئاسة إن تايبه تتحرى التقرير عن تصريحات بوش.