رأى المعلق السياسي في الاذاعة العبرية الرسمية يوني بن مناحيم، معتمداً على مصادر سياسية رفيعة المستوى، ان لقاء أثينا كان عملياً استئنافاً للمفاوضات السياسية وليس مجرد لقاء تشاوري حول خفض وتيرة العنف. وأضاف ان عدداً من الوزراء في حكومة شارون يرون في اللقاء خرقاً للسياسة المعلنة لحكومة شارون التي ترفض استئناف المفاوضات طالما لم تتوقف أعمال العنف. ونقل بن مناحيم عن هؤلاء الوزراء استياءهم من الاتصالات التي تمت في الأيام الأخيرة بين رجل الأعمال يوسي غينوسار والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومستشاره الاقتصادي محمد رشيد خالد سلام. وكشفت صحيفة "معاريف" امس ان عومري شارون، نجل رئيس الحكومة شارك في اجتماع غينوسار مع عرفات، الأحد الماضي. واعترف مكتب رئيس الحكومة بأن عومري شارون التقى عرفات فعلاً لكنه قال ان الغرض كان حضه على "وقف العنف". وأضافت الصحيفة ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية أجرتا اتصالات أمنية مكثفة في الأسابيع الأخيرة وأن محمود عباس أبو مازن التقى في القدس، قبل عشرة أيام شخصية اسرائيلية كبيرة لم تستبعد أن يكون رئيس الحكومة ارييل شارون نفسه لكن ديوان شارون نفى هذا النبأ. ونفى "أبو مازن" أمس ايضاً صحة النبأ. وانتقد وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو سياسة وزارة الخارجية الاسرائيلية "التي ترمي الى وصف الرئيس عرفات بالشريك على رغم انه ضل الطريق" وقال انه يعارض بشدة اجراء أية مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية أو حتى أمنية "وعلينا مطالبة الفلسطينيين بوقف الارهاب فوراً وليس التفاوض في هذه المسألة". وقال نائب رئيس الحكومة وزير المال سلفان شالوم انه إذا ما تبين حقاً ان لقاء أثينا استهدف دفع المفاوضات السلمية فإن هذا يتنافى وتعهدات "ليكود" عدم اتباع هذه السياسة. وأضاف ان شارون لم يطلع الوزراء على أية اتصالات مع الجانب الفلسطيني. من جهته رحب زعيم حركة "ميرتس" يوسي سريد باللقاء في أثينا واعتبره هو الآخر استئنافاً للمفاوضات السلمية "بعدما أيقن اليمين ايضاً ان للقوة العسكرية حدوداً وأن الجيش لن يحقق النصر حتى في ظل حكومة شارون". اضاف سريد ان الحل الوحيد أمام الطرفين هو الجلوس حول طاولة المفاوضات "وعدم انتظار السلام الذي وعد به شارون لأن ما وعد به لن يجلب سوى حرب فظيعة". وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان بيريز خطط للقاء عرفات في أثينا لكن غياب الأخير عن المؤتمر الاقتصادي حال دون ذلك.