غزة - أ ف ب - اتخذت السلطة الفلسطينية، بأمر من الرئيس ياسر عرفات، سلسلة اجراءات جذرية في محاولة لوقف اطلاق قذائف الهاون ضد اهداف اسرائيلية. وقرر مجلس الامن الفلسطيني خلال اجتماع مع قيادة حركة "فتح" في غزة مساء اول من امس حل "لجان المقاومة الشعبية" التي يعتبر معظم اعضائها من حركة "فتح"، ودعاهم الى العودة فوراً الى اجهزتهم الامنية تحت طائلة المسؤولية. وتعتبر هذه اللجان مسؤولة عن اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات، وتشكلت بعد الانتفاضة وتطلق عليها اسرائيل اسم "التنظيم". كما طلب عرفات من المجلس التحرك من اجل وقف التجاوزات، خصوصاً اطلاق قذائف "الهاون". وقال للاعضاء: "لا بد من وقف هذه التجاوزات خصوصا ضرب قذائف الهاون". واوضح مسؤول فلسطيني ان المجلس الذي يضم جميع الاجهزة الامنية الفلسطينية، قرر تكثيف الدوريات الامنية ل"منع التجاوزات واطلاق قذائف الهاون" من قطاع غزة. الى ذلك، اعتقلت الشرطة الفلسطينية مساء اول من امس في غزة احد قيادات "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي بتهمة اصداره تهديدات للسلطة الفلسطينية خلال مهرجان للحركة الجمعة. وقال مسؤول فلسطيني ان "الرنتيسي اعتقل بسبب توجيهه تهديدات للسلطة الفلسطينية خصوصا في كلمته خلال مهرجان لحركة حماس وقوله ان للسلطة قرارها ولنا قرارنا". واضاف ان الرنتيسي "خالف الاتفاق مع الشرطة الفلسطينية لجعل التظاهرة سلمية وعدم تحويلها الى تظاهرة مسلحة كما حصل". يذكر ان الرنتيسي قال الجمعة امام جموع الفلسطينيين المحتشدين بعد صلاة الجمعة في قطاع غزة ان "هذه جماهير جباليا تقول للعالم ان لا خيار للمفاوضات ولا للاحتلال الصهيوني ولا للعودة الى النكوص والضعف ولا للمبادرة المصرية - الاردنية". ودعا المتظاهرون الذين كانوا يرفعون الاعلام الاسلامية الخضراء وبعض الاعلام الفلسطينية الى الانتقام لضحايا الانتفاضة والى قيام فلسطين اسلامية من المتوسط الى الاردن لتحل محل اسرائيل. وجاءت هذه التدابير التي تعتبر الاكثر صرامة منذ بدء الانتفاضة بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء اول من امس بين وزير الخارجية الاميركي كولين باول وعرفات والذي تطرق الى "آخر التطورات" كما اعلن مسؤول فلسطيني. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اتهم السلطة الفلسطينية بانها "مسؤولة مباشرة" عن الهجمات الثلاثة ب"الهاون" التي استهدفت مستوطنات في قطاع غزة. واعلن مستشاره افني بازنر ان اسرائيل سترد في الوقت المناسب على هذه الهجمات ومن بينها هجومان تبنتهما حركة "فتح". وقال: "سنختار الطريقة والوقت والشكل لردنا"، مشيراً الى ان الوضع بات "لا يحتمل" بالنسبة الى اسرائيل. ووصف تبني "فتح" للهجمات بأنه "خطير للغاية"، مضيفاً: "ويزداد خطورة بمقدار ما ان حركة فتح بزعامة عرفات هي التي تبنت العملية وان عرفات وعد شخصياً بوقف اطلاق قذائف الهاون انطلاقا من قطاع غزة". وكان مسؤول كبير في حركة "فتح" نفى في اتصال هاتفي أجرته "الحياة" ان تكون "فتح" أصدرت بياناً يعلن تبنيها اطلاق قذائف الهاون، واعتبر البيان "محاولة لتوريط فتح من قبل جهة ما". من جانبها، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية امس السماح لالفي عامل فلسطيني فقط من قطاع غزة بالدخول الى اسرائيل من اصل ال10 آلاف الذين سمح لهم بذلك. وقال الناطق باسم الادارة العسكرية موشي كاريف: "لقد سمحنا ل15 الف فلسطيني، منهم ثلثان من قطاع غزة بالعودة للعمل في اسرائيل، لكن الفين فقط جاؤوا من القطاع". واضاف ان "الامر سيستغرق اياما ليتطابق عدد الفلسطينيين الذين يدخلون اسرائيل مع التصاريح التي اعطيت" في هذا المجال. لكن وزارة العمل الفلسطينية نفت امس ان تكون اسرائيل سمحت بدخول عمال فلسطينيين الى اراضيها. وقال وزير العمل الفلسطيني رفيق النتشة ل "صوت فلسطين" ان "الارقام عن دخول الفي عامل و11 الف عامل غير صحيحة واسرائيل ما زالت تمنع العمال ولا يتمكن سوى مئات من الدخول عن طريق التهريب".