اصيب مسؤول عسكري في "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس، بجروح خطيرة في ظروف غامضة، نقل على اثرها إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة. واستقرت شظايا عدة في رأس خليل أحمد السكني، أحد قياديي "كتائب القسام" في ساعة مبكرة من فجر أمس، جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ويعتقد أنه اصيب بشظايا قذيفة مدفعية إسرائيلية أثناء قيامه باطلاق قذائف هاون في اتجاه مستوطنة يهودية في المنطقة. وتعددت الروايات في شأن الحادث، إلا أن الرواية التي أدلى بها الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، أحد قياديي حركة "حماس"، تعتبر الأقرب إلى المنطق والأكثر صحة، وجاءت متطابقة إلى حد كبير مع روايات شهود عيان. وقال الشهود ل"الحياة" إن السكني اصيب بشظايا قذيفة مدفعية إسرائيلية أثناء قيامه باطلاق قذائف من مدفع هاون من مكان ما يقع جنوب مدينة دير البلح في اتجاه مستوطنة "كفار داروم" اليهودية الجاثمة فوق أراضي المدينة. ويعتقد الشهود بأن قوات الاحتلال تمكنت في ساعة مبكرة من فجر أمس من رصد السكني بواسطة أجهزة الرؤية الليلية، وتحديد المكان الذي اطلق منه قذائف هاون عدة، فباغتوه باطلاق قذائف المدفعية التي أصابت شظاياها رأسه، الأمر الذي استدعى اجراء عمليات جراحية عاجلة له نقل بعدها إلى قسم العناية الفائقة في مستشفى الشفاء. وعلى رغم ان الرنتيسي لم يعط الكثير من التفاصيل في حديثه للصحافيين في المستشفى قبل ظهر أمس، إلا أنه تبنى، تقريباً، الرواية السابقة الذكر. وبكلمات قليلة قال الرنتيسي للصحافيين رداً على سؤال ان كان السكني تعرض لمحاولة اغتيال: "لا، ليست عملية اغتيال على الاطلاق، بل اشتباك"، في إشارة إلى تبادل اطلاق القذائف. وأضاف الرنتيسي رداً على الأسئلة المتلاحقة، بأن السكني "اصيب أثناء قيامه بقذف قذائف الهاون" في اتجاه مستوطنة "كفار داروم" اليهودية، مشيراً إلى أن السكني عضو في الجهاز العسكري لحركة "حماس". وقال: "المعروف ان خليل السكني من الجناح العسكري لحركة حماس". ومن جانب آخر، رفضت الأجهزة الأمنية والشرطة الفلسطينية السماح لوسائل الإعلام، خصوصاً المصورين، من التقاط صور للسكني في المستشفى، ومنعت وصول أي شخص إليه. في هذه الأثناء، توالى سقوط قذائف الهاون على عدد من المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، وأخرى داخل الأراضي المحتلة عام 1948. وبثت قناة "الجزيرة" التلفزيونية أمس صوراً لفلسطينيين أثناء اطلاقهما قذائف هاون في قطاع غزة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية امس نقلاً عن مصدر أمني فلسطيني ان الرئيس ياسر عرفات أمر بوقف اطلاق قذائف الهاون. لكن اسرائيل اعلنت ان قذيفتي هاون سقطتا قرب مستوطنة "نفيه دكاليم" في قطاع غزة بعد ظهر أمس. واطلقت قذائف هاون أخرى على بلدة يهودية شرق مدينة بيت حانون، أعلنت قوات المقاومة الشعبية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن اطلاقها. وقالت قوات المقاومة الشعبية في بيان أصدرته أمس، وصل إلى "الحياة" عبر جهاز الفاكس، إنها مسؤولة "عن قصف ما يسمى مدينة سديروت" خلف الخط الأخضر، معتبرة المدينة "غدة سرطانية جاثمة على أراضي قرية هُدُج الفلسطينية". كما أعلنت مجموعة "الشهيد غيفارا غزة" التابعة ل"قوات المقاومة الشعبية" مسؤوليتها عن قصف مستوطنات "نتساريم" و"نيتسانيت" و"كفار عزا" الواقعة على الترتيب جنوب وشمال وشرق قطاع غزة. ودمرت القوات الإسرائيلية بقذائف المدفعية أمس موقعاً للقوات الحدودية الفلسطينية، وهو ثامن موقع لقوات الأمن تدمره في الساعات ال24 الماضية.