بيروت - "الحياة" - صدرت في واشنطن مسرحية "وجده" لأمين الريحاني بالانكليزية، ضمن مشروع نشر مخطوطات الريحاني الانكليزية، بالتعاون مع متحف الريحاني ووزارة الثقافة في لبنان ودار بلاتفورم انترناشونال في الولاياتالمتحدة الأميركية. وتقع المسرحية الصادرة حديثاً في أربعة فصول و105 صفحات من الحجم الوسط. وهي مأساة تعالج مسألة الشك والإيمان، وتدور احداثها مع وجده الأميرة اليمنية زمن الإمام علي بن أبي طالب. وقد تكون "وجده" أول مسرحية لكاتب عربي باللغة الانكليزية. كتبها عام 1909 وسعى الى اخراجها على المسرح في لندنونيويورك. يعود اهتمام أمين الريحاني بالمسرح حين كان في العشرين من عمره يوم التحق بفرقة هنري جويت للمسرح في نيويورك، وقام عند ذاك بأدوار شكسبيرية رئيسة مثل هاملت وماكبث واستوحى أدواراً بارزة أخرى مثل ليدي ماكبث وسواها. ثم كتب بعض النصوص المسرحية بالعربية، منها: "عبدالحميد في سجن الآستانة" عن السلطان العثماني، و"وفاء الزمان" عن الشاعر الفردوسي. في مسرحيته الانكليزية الصادرة حديثاً يعالج الريحاني مشهداً من التاريخ العربي معالجة انسانية ببنية اغريقية وبأسلوب شكسبيري ليخاطب الغرب بلغة يفهمها الغرب وبمضمون مستمد من الواقع العربي. تعتنق وجده الإسلام ثم يشترك ابنها في احدى المعارك الدينية ليختفي من ثمّ ويبقى مجهول المصير. تقضي وجده عمرها بحثاً عن ولدها الضائع. ويُجرح ايمانها في الصميم وهي تولّي مدبرة الى الصحراء بعيداً عن الصراع وتوغّلاً في المعاناة الروحية والمأساة الإنسانية. انها صورة لواقع المعاناة التي يحياها الإنسان العربي منذ أربعة عشر قرناً وما يزال. ويأتي نشر هذا العمل بداية لمشروع كبير يخطط لنشر مخطوطات الريحاني الانكليزية، وعددها سبع عشرة مخطوطة، تضم المسرح والرواية والقصة القصيرة والدراسة الأدبية والمقالة والرسائل. وسوف تتوالى هذه الإصدارات الأدبية بمعدل كتابين أو ثلاثة كتب كل عام حتى يتم نشر جميع مخطوطات الريحاني.