قال سياسيون لبنانيون التقوا أخيراً الرئيس السوري بشار الأسد إنهم لمسوا في دمشق انفتاحاً على معظم العناوين المطروحة في لبنان، واستعداداً للتعاطي معها. وأبلغ بعضهم الى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، هذه الأجواء، في حين لاحظ العماد ميشال عون أن "المحاولات السورية"، عبر المبادرات القائمة "تنازلات بالشكل" ليس إلا. رأى رئيس الحكومة رفيق الحريري أن "من غير الممكن الفصل بين السيادة والمصلحة الوطنية"، معتبراً أن "سيادتنا في مراعاة مصالحنا التي توافق عليها اللبنانيون في الاتجاه نحو المستقبل الحر الواحد بعيداً من تجاذبات الماضي". وقال في كلمة أمس، إن ربط الأمور بمصالحنا العليا يحفظ عيشنا المشترك، ودعا إلى "رص الصفوف ومواصلة سياسات التضامن مع سورية والأطراف العرب الآخرين في وجه التصعيد الإسرائيلي". واطلع النائبان فارس بويز وفريد الخازن امس البطريرك صفير على أجواء لقاء كل منهما الرئيس الأسد، وإذ نفى بويز أن يكون يقوم بمبادرة "لأن المبادرة الوحيدة يجب أن تتخذها الدولة في ممارستها قرارها وسلطتها في اتجاه المزيد من السيادة والاستقلال"، قال الخازن إنه لم ينقل أي رسالة من الأسد أو من القيادة السورية الى صفير. لكنهما أجمعا على أن في دمشق مناخاً إيجابياً ومنفتحاً يخدم الكلمة اللبنانية ويكرّس التضامن اللبناني - السوري لمواجهة المرحلة اللاحقة، واستعداداً للتعاطي مع كل المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية. وشددا على مناقشة عقلانية وموضوعية لهذه الأمور وبعيداً من التشنج والتجاذب السياسي. وفي الإطار نفسه، قال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي، الذي قابل الرئيس السوري، إنه لمس "موقفاً إيجابياً حيال كل الطروحات واستعداداً للبحث والحوار على قاعدة تعزيز موقع العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية". وشدد على "حرص سورية على علاقتها مع الأطراف اللبنانيين"، داعياً الدولة اللبنانية الى القيام بواجباتها. وفي المقابل، شكك العماد عون في حصول إيجابيات وتغيير. وقال "إن الهدف السوري إعادة الفارين من السياسيين اللبنانيين الذين أصيبوا بخيبة أمل من اتفاق الطائف، الى المتاهة التي هربوا منها". ولاحظ أن دمشق "لم تعط أي مؤشر الى تحول إيجابي في سياستها، وهي مستمرة في التفرقة لقضم لبنان وإلغائه". وقال: "بعدما نجح الاستقلاليون في فرض الحديث عن الانسحاب السوري، تجب مقاومة تحويله ثرثرة لا تؤدي إلى سوى مزيد من الإلهاء". وطالب حزب الوطنيين الأحرار "بالمضي في الحوار، على ألا يخرج عن هدفه الأساسي ويتحول وسيلة إلهاء واستيعاب وتطويق وتنفيس، ينطلق من استعادة لبنان سيادته واستقلاله وقراره الحر وخروج الجيش السوري من لبنان ووقف تدخل دمشق في شؤونه". صفير والجنوب إلى ذلك، التقى البطريرك صفير وفداً شعبياً كبيراً من قرية رميش وجوارها طالبه بالعمل لدى الدولة للإفراج عن أبنائهم المعتقلين في السجون اللبنانية، بعد وفاة بركات العميل في السجن. وأكد صفير تضامنه مع هذه المطالب واعداً بنقلها الى المسؤولين، وداعياً الى معاملة الموقوفين والسجناء "معاملة إنسانية صحيحة"، وأمل بإطلاقهم قبل الأعياد. وأكد بقاء اللبنانيين في أرضهم.