اكد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «الأبواب ليست مشرعة للانقلابيين بوجود حكومة جوهرها سيادي ورئيسها سيادي، وشعبنا مستعد ل14 «14 آذار» كي لا تهوي الجمهورية ، إذا نجح الفريق الآخر في انقلابه فلن يعود هناك لبنان بل سنتحول الى مجرد ولاية». وقال «تعددت العناوين والذرائع لكن المطلوب واحد رأس هذه الدولة وحتى المحكمة الدولية باتت هدفاً ملحقاً بالهدف الأكبر». داعياً «الشابات والشبان في التيار الوطني الحر، لإتخاذ قرار جريء بالعودة إلى المبادىء التأسيسية التي قام عليها التيار ما يَجعلنا نلتقي فوراً». أحيا حزب «القوات اللبنانية» أمس، ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» تحت شعار «لا عدالة لأحياء يُظلم شهداؤهم»، في احتفال حاشد ملأ جمهوره باحة ملعب فؤاد شهاب – جونيه وفاض الى الطرق المحيطة. ورفعت صور عملاقة ل«شهداء ثورة الأرز» ولائحة ضخمة بأسمائهم كما رفعت صورة ضخمة للبطريرك الماروني نصر الله صفير وذيلت بجملة «مجد لبنان اعطي له». وحضر الاحتفال وزير البيئة محمد رحال ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس امين الجميل ووزراء: المال ريا الحسن والعمل بطرس حرب والشؤون الاجتماعية سليم الصايغ والدولة ميشال فرعون ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ورئيس حزب «الوطنيين الاحرار» دوري شمعون وعدد كبير من نواب كتلة «المستقبل» النيابية وتكتل «لبنان اولاً» والامانة العامة لقوى «14 آذار» ومستشار رئيس الحكومة محمد شطح وممثلون عن «تيار المستقبل» الى جانب سفراء مصر وقطر والكويت والاردن واليمن والسودان ودول اجنبية وممثل عن قائد الجيش. وحمل مناصرو «القوات» اعلاماً لبنانية ورايات الحزب، فيما اشرف مئات من عناصر الانضباط من القواتيين بلباسهم الاخضر القاتم على تنظيم الاحتفال. واتخذت اجراءات امنية مشددة واكبت الاحتفال الذي سبقته اشاعات سرت منذ الصباح عن تأجيله بسبب رداءة الطقس ما اضطر «القوات» الى اصدار بيان لتأكيد استمراريته. كلمة جعجع وقال جعجع: «نلتقي اليوم والإنقلابيون على الأبواب. تعددت العناوين والذرائع ، لكن المطلوب واحد: رأس هذه الدولة، بل رأس الجمهورية ، حتى المحكمة الدولية باتت هدفاً ملحقاً بالهدف الأكبر». وأضاف «بعضهم يطرح موضوع شهود الزور، ويوصفه بالشكل الذي يراه هو مناسباً، ويحدد بموجبه من هم ، ويحاكمهم ويصدر أحكاماً مبرمة ً بحقهم، ويطلق تحذيره للجمهورية : إما أن تنفذي أحكامنا هذه بحق من سميناهم شهود زور ، وإما تكوني جمهورية ًعوجاء، عرجاء، حمقاء، خرقاء، عميلة(...) . حاولنا جاهدين أن نقول لهم بأن لا أحد يستطيع توصيف شاهد زور إلا المراجع القضائية المعنية ، وبأنه من غير الممكن عملياً المضي في قضيتهم قبل صدورالقرار الظني ونشر التحقيقات. ولكن ما يعلنون هو لمجرد التغطية والتعمية لما يضمرون. أما البعض الآخر منهم، فيعلن أنه يقود ثورة ًضد الفساد...إن من يريد إعلان ثورة ضد الفساد، ونحن بالفعل بأمس الحاجة إليها، عليه أن يكون صاحب تاريخ طويل في الاستقامة والوضوح والشفافية والأخلاق والمعرفة والجدية ، وهذه كلها مفقودة تماماً عند أصحاب هذه الدعوة. أما في ما يتعلق بالثورة على بعض المؤسسات وأنظمتها، فليس المقصود بها ثورة ًلاستبدال قوانين وأنظمة بائدة بأخرى أكثر حداثة ، بل استبدال قوانين اللعبة الحالية لأنها لم تمكن أصحاب هذه الدعوات من أهدافهم الشخصية ، بأخرى تتيح لهم تحقيق هذه الأهداف. رب قائل : ولكن في نهاية المطاف مهما حصل لن يؤدي ذلك الى أكثر من تغيير للنظام، أما الجمهورية فباقية ، وهنا عين الخطأ. يكفي النظر الى هوية القوى الرئيسية التي تقف وراء كل ما يحدث، لنكون على يقين تام بأنه إذا نجح الفريق الآخر في انقلابه، فلن يعود هناك لا لبنان ولا جمهورية ، بل سنتحول الى ولاية، مجرد ولاية» . وأضاف «يقولون: لماذا تسيئون الظن؟ نحن لا نية لدينا بالانقلاب، بل نريد مجرد تصحيح المسار. ولكنهم يصرحون ، أن ما حصل يوم 14 آذار، حين قامت الجمهورية من جديد، كان انقلاباً ما بعده انقلاب، والانقلاب طبعاً يواجه بانقلاب مضاد، وهذا ما هم بصدده الآن». وتابع «الانقلابيون على الأبواب! صحيح، لكن الأبواب هذه المرة ليست مشرعة، بوجود حكومة جوهرها سيادي ورئيسها سيادي، ومؤسسات رسمية من قضاء وجيش وقوى أمن داخلي ساهرة على الدولة. لن نترك الجمهورية تسقط من جديد، ولن نترك الحرية تغيب الى البعيد، ولن نترك السماسرة وأكلة الجبنة والمرتزقة والمهووسين وأصحاب المشروع الآخر يسيطرون بالنار والحديد. لا يخطئن أحد الحساب، فالشعب اللبناني الذي هب في 14 آذار 2005 توقاً لفجر جديد، مستعد اليوم ل 14 «14 آذار» كي لا تهوي الجمهورية من جديد». وتابع «لا عدالة لأحياء يظلم شهداؤهم وستكون عدالة ولن يظلم شهداؤنا. ظلموا كفاية ، من كمال جنبلاط الى بشير الجميل والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض وما بينهم الكثيرون. ارتضينا بأن تنتهي الحرب الى ما انتهت إليه. ولكن رضي القتيل ولم يرض القاتل، حتى وقع التمادي القاتل، فسقط جيل جديد من الشهداء كان في طليعتهم الرئيس رفيق الحريري». وقال « إذا كنا قبلنا بمنطق الحرب أيام الحرب، فلن نقبل به ايام السلم، فما حصل منذ ثورة الأرز كان جرائم موصوفة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم، يجب التوقف عندها وملاحقة المسؤولين عنها حتى النهاية . أما هم فيعلقون: ولكن ما هي هذه المحكمة التي بدأت باتهام سورية، لتنتقل بعدها الى اتهام حزب الله. وردنا: هذا تحوير فاضح، فالمحكمة لم تتهم أحداً بعد ولا برأت أحداً، وكل ما يشاع ويقال يعبر عن آراء اصحابه، لأن المحكمة لم تصدر اي قرار اتهامي بعد. ويتابعون: ما هي هذه المحكمة التي لا تقاضي شهود زور؟ وجوابنا: هل انتظرتم القرار الاتهامي لتروا كيف تعامل المدعي العام ( بلمار) مع شهادات من تدعون أنهم حوروا الحقيقة؟». ورأى «إن أسوأ ما تشهده عملية محاولة تدمير المحكمة فصولاً، هو فصل شهود الزور، الذين اخترعهم الفريق الآخر وسوقهم إعلامياً الى أبعد الحدود، ومن ثم ربط كل القضية بهم. وطالما أن الأمر كذلك، فنحن سنكون أول من يطالب بمقاضاتهم عند تحديدهم بعد انتهاء التحقيقات، لا بل أكثر من ذلك، نحن نعتقد بأن أبو عدس هو بطل مسرحية شهود الزور وأن المخرج واحد ولو تعدد الممثلون، لكننا ننتظر صدور القرار الاتهامي حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود». وأضاف «يقولون إن هذه المحكمة اسرائيلية. لو كانت كذلك فلماذا، بكل بساطة، لم تأخذ بالنظرية التي حاولوا هم منذ اللحظة الأولى تسويقها من خلال شريط ابو عدس، ومجموعة الأصوليين التي سوقوا انها فرت بعد العملية إلى استراليا، لكان انتهى الأمر عند تجريم أبو عدس والأصوليين. ويدعون أن المحكمة مسيسة ، ولكن من دون أن يتمكن أي منهم من إثبات أي شيء عن تسييسها. في نهاية المطاف المطلوب واحد: رأس المحكمة» . وقال «حتى لو كان ذلك ممكناً، وهو غير ممكن ، فإن محاولة إيقاف المحكمة الدولية هي بحد ذاتها جريمة اكبر من كل الجرائم التي ارتكبت حتى الآن. يخيروننا: إما المحكمة واما السلم الأهلي. وجوابنا: المحكمة والسلم الأهلي معاً، لا سلم أهلياً فعلياً من دون وضع حد للإجرام والمجرمين، من دون قضاء، من دون دولة ومن دون محاسبة». وبعد ان دعا القوى المسيحية كافة ً الى «الالتفاف حول الدولة»، توجه جعجع بنداء «صادق صريح ومباشر الى شباب التيار الوطني الحر»، قائلا:ً «جمعتنا 15 سنة ً من النضال المشترك حيث اضطهدنا ولوحقنا وقمعنا وسجنا سوياً، كل ذلك من أجل مجموعة مبادىء وقناعات تمسكنا بها وأصررنا على النضال من أجلها. فتعالوا نتحلق من جديد حولها ونكمل معاً ما كنا بدأناه معاً». مذكراً بالمبادىء التأسيسية التي قام عليها التيار الوطني الحر كما وردت في الكتاب البرتقالي «الطريق الآخر» العام 2005، مؤكداً إن هذه العناوين لا خلاف البتة عليها، لا بل نحن متمسكون بها، فأين المشكلة؟ واستطرد جعجع «إن ما نعيشه من أزمات وهزات وتشنجات داخلية ، يجب أن لا يحجب عن أنظارنا كل ما هو حاصل من حولنا في المنطقة. لاسيما التحرك الدولي المستجد لمحاولة إيجاد حل عادل ودائم لمشكلة الشرق الأوسط» .لافتاً الى ان «لا إمكانية لأي سلام من أي نوع كان في الشرق الأوسط من دون قيام دولة فلسطينية سيدة، حرة مستقلة». وأضاف« مهما كانت الحلول المقترحة للاجئين الفلسطينيين، فإن لبنان لا يستطيع أن يتحمل أي شكل من أشكال التوطين، تحت أي ذريعة من الذرائع، للاعتبارات المعروفة ، خصوصاً أن اللبنانيين كانوا قد أجمعوا، على مختلف انتماءاتهم الدينية والفكرية والحزبية والسياسية على رفض التوطين وأدخلوا ذلك كبند من بنود مقدمة دستورهم. وعلى هذا الصعيد، كانت مشجعة ًجداً التصريحات العربية والدولية التي صدرت في الآونة الأخيرة ، خصوصاً الأميركية والفرنسية والمصرية منها، والتي أكدت أن لا سلام من دون لبنان أو على حساب لبنان، كما أن لا قبول لأي توطين للفلسطينيين فيه». كلمة البطريرك الماروني ورأس ممثل البطريرك الماروني نصرالله صفير، المطران رولان أبو جودة، قداساً لراحة أنفس الشهداء. والقى كلمة اكد فيها ان لبنان «همزة الوصل بين الشرق والغرب لكن هو ذاته قبل كل شيء ونحن اللبنانيون علينا ان نتفق على ما نحن فيه مختلفون». وقال: «ان التشبث بالارض والثقة بالذات قيم تعطي معنى لوجودنا ونحن وسط هذه الواحة التاريخية والجغرافية قدرنا الحوار وليس النار، الاتحاد وليس التنافر، التطور وليس التخلف، ولا حوار منتجاً وراقياً وجامعاً واصيلاً من دون الانفتاح على الآخر». واضاف قائلاً: «وتجربة الحوار كما جرت عندنا لم تؤت ثمارها الحقة كما نطمح جميعنا لسبب لا يجهله احد وهو اعلاء الطائفية فوق الوطنية ومصلحة البلاد وعدم التوصل الى بناء دولة منصهرة ومتكاملة قوية لا تراعي خارجاً عليها ولا تساوم على حقها في اتخاذ القرارات المصيرية، وكثيرون ينظرون الى لبنان بلداً مستضعفاً تعصف به رياح اقليمية ودولية تقرر عنه ما يجب ان يكون ما جعل من لبنان مسرحاً لمشادات ومنازعات غير مألوفة ولمواقف وتصريحات ولا تخلو من التطرف والارهاب وتهديد الاخر، وان يشعر الانسان ان مصيره ابداً في كف العفاريت فهذه مأساة المآسي لا بد من ايجاد حل لها». ورأى ان «الاوطان لا تدار بأمزجة فردية بل بمنطق الدولة وهي حين تقبل حال ضعف بذاتها يشرع الوطن في الانهيار ولكي ينتصر الوطن على التحديات لا بد من دولة تهمها الكرامة والعز ولا تلين امام ممتهن لقانون او مستخف بدستور او متطاول على شريكه في الامة او منتش امام معضلات الآخرين». وانتقد «الاساليب الغامضة والملتوية وسلوكياتنا التي جعلت حياة القبيلة والمذهب والتيار والحزب والجماعة فوق حياة لبنان الوطن». وشدد على «ان الوقت حان لندرك ان وطننا لا يدار بمنطق القوة ولا بالتكاذب والنفاق والغاء الآخر بل ان تكون حياة لبنان فوق حياتنا فمن له اذنان فليسمع». وتوقف عند «شهادة الدم» التي قدمتها «القوات اللبنانية» والتي «تحاول اليوم ان تكون شهيدة للبنان الآخر بعيدة عن سباقات التسلح ومفهوم الوطن الفريسة».