} بدأت اتصالات بين المغرب واسبانيا لتطويق بدء "حرب الاسماك" بين الطرفين في اعقاب توقف مفاوضات الصيد البحري الاوروبية - المغربية. واألنت مدريد وقف مساعداتها المالية الى الرباط التي اعربت عن قلقها من تعرض صادراتها، التي تعبر الاراضي الاسبانية، الى "عمليات تخريب". ويخشى مسؤولون مغاربة ان يتعرض مئات الآلاف من المهاجرين الى مضايقات اثناء عبورهم اسبانيا في بداية عطلاتهم الصيفية التى ستبدأ الشهر المقبل. قررت الحكومة الاسبانية وقف مساعداتها المالية للمغرب عقاباً له على فشل "مفاوضات الصيد البحري" مع اوروبا ومنع الصيادين الاسبان من معاودة نشاطهم في المياه المغربية. وقال رئيس الحكومة خوسي ماريا ازنار امام برلمان بلاده اول من امس: "ان مدريد ستتوقف عن مواصلة برنامج تحويل الديون المغربية الى استثمارات 90 مليون دولار كان وقعه الطرفان قبل سنة اثناء زيارة الملك محمد السادس لإسبانيا". واضاف: "ان مدريد ستعارض زيادة حجم الصادرات الزراعية المغربية الى اسواق الاتحاد الاوروبي وستوقف دعمها للبنيات التحتية في مناطق الريف المغربي المطلة على البحر المتوسط". وتشمل الاجراءات عدم تسوية اوضاع العمال المهاجرين المغاربة وتأجيل تنفيذ اتفاقات تعاون ثنائية تشمل مجالات ثقافية وسياحية وامنية. وهذا اول رد فعل رسمي يصدر عن اسبانيا منذ اعلان وزراء الزراعة والصيد في دول الاتحاد الاوروبي الاربعاء في لوكسمبورغ عن انهاء المفاوضات مع المغرب والبحث عن مصائد بديلة للاسطول الاسباني والبرتغالي، وتحويل جزء من المساعدات السنوية التي كانت مخصصة للمغرب 125 مليون يورو الى صيادي اقليم الاندلس. ووصف مسؤول مغربي رفيع المستوى في اتصال مع "الحياة" امس الموقف الاسباني بأنه "ردة فعل غير مبررة تدخل في اطار المزايدات السياسية المحلية"، وكشف عن اتصالات رسمية بين الطرفين لوقف تدهور العلاقات الثنائية التي قال "إنها تمر بأصعب مراحلها منذ فترة طويلة". وقال وزير الصيد البحري سعيد شباعتو من جهته ان المغرب مستعد للعودة الى التفاوض مع بروكسيل، وقال: "لا يمكن للرباط حل مشكلة الصيد الاوروبي التي تتداخل فيها عوامل عدة". ويبدي المسؤولون المغاربة قلقاً من استمرار الازمة مع اسبانيا في الاسابيع المقبلة التي تصادف عودة مئات آلاف المهاجرين المغاربة في دول الاتحاد عبر الاراضي الاسبانية. وتمثل تحويلات المهاجرين اول مصدر للعملة الصعبة بعد السياحة. يُذكر ان اسبانيا هي ثاني شريك تجاري واقتصادي للمغرب بعد فرنسا وتقدر مبادلات الطرفين بنحو بليوني دولار، ولاسبانيا 800 شركة عاملة في المغرب.