بدأت جمعيات الصيد الاسبانية في اقليم الأندلس أمس محاصرة الشاحنات المغربية المتجهة إلى أوروبا رداً على فشل مفاوضات الصيد مع الاتحاد الأوروبي، وهددت بمواصلة التضييق على الصادرات المغربية حتى اجتماع مجلس وزراء الزراعة الأوروبيين في 24 الشهر الجاري للبحث في تعديل مشروع الاتفاق المقترح على الحكومة المغربية. ذكرت مصادر اسبانية أن نحو 500 صياد ينتمون إلى منطقة بارباطا المتضررة من عدم تجديد الاتفاق، عمدوا إلى اغلاق الطرق واشعال إطارات مطاط تستعمل في السفن لمنع مرور الشاحنات القادمة من المغرب والمحملة بالأسماك في اتجاه أوروبا. وتطالب الجمعية بمفاوضات مباشرة مع المغرب، إذا لم يحسم الاتحاد الأوروبي النقاط الخلافية التي تحول دون تجديد الاتفاق المنتهي في تشرين الثاني نوفمبر 1999. ورفض المغرب مجدداً من جهته فتح مفاوضات مباشرة مع اسبانيا في شأن بحث صيغة معدلة لتجديد الاتفاق بعد فشل مفاوضات مماثلة مع الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر الجاري. وقال وزير الصيد سعيد شباعتو ل"الحياة" إن المغرب لم يتراجع عن عروضه التي قدمها إلى المندوب الأوروبي المكلف الصيد البحري فرانز فيشلر خلال المفاوضات السابقة، وان الحديث عن خلاف حول الدعم المالي ليس سوى تبرير للفشل الذي آلت إليه عشر جولات من المفاوضات. وكان المغرب اقترح تعويضاً سنوياً بقيمة 90 مليون دولار على اتفاق لثلاث سنوات، فيما يشدد الاتحاد على مبلع 70 مليون دولار على مدى أربع سنوات مع السماح للبواخر الأوروبية بالرسو في المرافئ الأوروبية عوض المغربية، كما اقترحت الرباط. وسيحال الخلاف من جديد على وزراء الزراعة الأوروبيين، وهي الجهة المخولة الموافقة على المقترحات المغربية. وكانت الرباط أبلغت السويد، التي ترأس الاتحاد حالياً، أسباب فشل المفاوضات. وأعرب الوزير المغربي عن الأمل في أن تستأنف المفاوضات مع بروكسيل من نقطة الخلاف التي توقفت عندها، لتأكيد نيات المغرب الحسنة. وأكد المسؤول المغربي أن الاتفاق "قد يكون مع الطرف الأوروبي أو لا يكون وليست هناك اقتراحات بديلة أو حلول وسط". وكانت المفاوضات الثنائية المغربية - الاسبانية حول الصيد توقفت منذ عام 1986. ونفى المغرب، على لسان وزير الاتصال والثقافة محمد الأشعري عقب اجتماع حكومي، ان تكون بلاده أبلغت المندوب الأوروبي نيتها السماح لجزء من الاسطول الاسباني بالصيد في المغرب مدة سنة من دون تعويض. وكان هذا الاقتراح نقله فيشلر إلى الأطراف الاسبانية التي وصفته بأنه "موت حتمي" للاسطول في الأندلس. وحرصت مصادر مغربية على القول إنه منذ توقف المفاوضات مع بروكسيل مطلع الشهر الجاري، أصبحت المشكلة أوروبية، وان على الاتحاد معالجة الصعوبات التي تواجه الصيادين الاسبان بما في ذلك قيمة التعويض أو البحث عن مصائد بديلة، وأن المغرب غير معني بها خارج نطاق المفاوضات. وكان فرانز فيشلر كشف أن المغرب قدم اقتراحاً يسمح بموجبه ل100 باخرة صيد أوروبية بالعمل في المياه المغربية من دون مقابل واحترام فترة الراحة البيولوجية وعدم اصطياد بعض أنواع الأسماك. وقالت جمعيات الصيادين في الأندلس إن القبول بالاقتراح المغربي يعني التخلي عن "اتفاق ملائم ومحترم"، وهددت بمواصلة التظاهرات والمطالبة بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ولا تخفي بعض الأطراف المغربية ارتياحها من فشل المفاوضات الأوروبية حول الصيد، وأعلنت جمعيات الصيد في أعالي البحار ومقرها أغادير عن سعادتها بعدم تجديد الاتفاق الذي قالت عنه إنه قد يؤثر في المخزون السمكي الذي لم يعد يتحمل أساطيل جديدة. وزاد الانتاج المغربي من السمك العام الماضي إلى مليون طن من أصل 750 ألفاً.