الرباط - "الحياة" - تطور الخلاف بين المغرب وأوروبا على تجديد اتفاق الصيد. وأُفيد ان اسبانيا، المستفيد الأكبر من الاتفاق، علّقت مساعداتها المالية للرباط التي شددت على انها تبدي "مرونة كبيرة" في مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي للوصول الى اتفاق جديد للصيد. وعبّر المغرب عن أسفه لقرار الاتحاد الاوروبي وقف مفاوضات تجديد اتفاق الصيد الذي انتهى العمل به في تشرين الثاني نوفمبر 1999. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان أي مصدر حكومي اسباني لم يؤكد قرار تعليق المساعدات للرباط الذي أوردته صحيفة "ثينكو دياس" الاقتصادية الصادرة في مدريد. وأكدت الصحيفة ان رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار اتخذ هذا القرار بعدما حذر الاربعاء عبر اذاعة "اوندا ثيرو" الاسبانية من ان موقف الرباط ستكون له عواقب وخيمة على علاقاتها مع مدريد والاتحاد الأوروبي. وكتبت الصحيفة ان المغرب واسبانيا وقعّا السنة الماضية اتفاقي تعاون منحا الرباط تسهيلات مالية بقيمة تسعين مليون دولار تتيح تحويل جزء من الديون المغربية الى استثمارات خاصة اسبانية. وتعتبر اسبانيا ثاني مستثمر اجنبي في المغرب، إذ بلغت استثماراتها 265 مليون يورو خلال السنوات الخمس الماضية. وتعمل حالياً حوالى 800 شركة اسبانية في المغرب. وانتهت مدة الاتفاق السابق للصيد بين الاتحاد الاوروبي والمغرب في تشرين الثاني نوفمبر 1999. وبموجب هذا الاتفاق استفادت حوالى 400 سفينة اوروبية، خصوصاً اسبانية وبرتغالية، من حق الصيد في المياه الاقليمية المغربية في مقابل تعويضات مالية من الاتحاد الاوروبي مقدارها 125 مليون يورو. وتخلى وزراء الصيد البحري في الاتحاد الاوروبي عن المفاوضات مع المغرب لتجديد محتمل لاتفاق الصيد بعدما تأكدت المفوضية من فشلها مطلع الشهر الجاري. ووصف أثنار في تصريحاته الى إذاعة "اوندا ثيرو" موقف المغرب في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي بأنه "غير مقبول". واضاف: "اذا لم نتبلغ جديداً خلال الساعات المقبلة، فعلى الاتحاد الأوروبي أخذ العلم بأن المغرب ليس معنياً بالتوقيع على الاتفاق". وفي الرباط، قال السيد سعيد اشباعتو، وزير الصيد الساحلي المغربي، إن بلاده تأسف كثيراً للموقف الاوروبي، معتبراً انه ما زال في الامكان تفادي تداعيات التشدد. وأكد أن بلاده ما فتئت تبدي "مرونة كبيرة" في التعاطي مع هذا الملف الذي تتداخل أبعاده الاقتصادية والسياسية. وكان المفوض الاوروبي للصيد والزراعة فرانز فيشلر أبدى تشاؤماً كبيراً ازاء احتمال تقديم المغرب اقتراحات جديدة في موضوع اتفاق الصيد. لكن اشباعتو ترك الباب مفتوحاً امام احتمال استئناف المفاوضات. ويُعتبر قرار الاتحاد الاوروبي وقف المفاوضات مع المغرب "ضربة موجعة للوبي الصيد الاسباني" الذي كان يطمح الى اتفاق جديد يعوض به خسائره المالية منذ توقفه عن نشاط الصيد في المياه المغربية. ويعمل عشرة الآف اسباني ضمن البواخر التي كانت تصطاد في المياه المغربية وفق الاتفاق السابق. وكان لوبي الصيد الاسباني هدد قبل أيام بالتعرض للصادرات المغربية خلال عبورها الاراضي الاسبانية في اتجاه اوروبا في حال عدم تجديد الاتفاق. وينذر الموقف الحالي باحتدام الازمة بين المغرب واسبانيا المرتبطين بملفات عدة في مقدمها قضية الصحراء ومستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال المغرب، اضافة الى ملف الهجرة. ويأخذ المغرب على الاتحاد الاوروبي التعاطي ب"منطق القوة" في ملف الصيد وعدم الأخذ في الاعتبار مخاوف الرباط على مستقبل ثرواته البحرية.