على رغم التوتر بين واشنطنوبكين، وتأكيد البلدين سعيهما الى الحد منه، قرر الرئيس الاميركي جورج بوش المضي في بيع تايوان التي تعتبرها بكين اقليماً متمرداً، أسلحة ببلايين الدولارات، استثنى منها موقتاً نظاماً رادارياً بالغ التطور، من دون ان يخفف ذلك من حدة رد الفعل الصيني. بكين، واشنطن، تايبيه - أ ف ب، رويترز - أعربت الصين مجدداً أمس عن معارضتها الشديدة لبيع تايوان أسلحة أميركية متطورة، معتبرة ان الاستمرار في ذلك سيزيد من حدة التوتر. واعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية زهانغ كييوي، في لقاء مع الصحافيين، ان الصين عارضت دوماً وفي شدة بيع تايوان أسلحة متطورة مثل المدمرات من طراز "كيد" والغواصات المدفوعة بالديزل والطائرات من طراز "بي - 3". وجاء تصريح الناطقة رداً على سؤال عن موافقة الرئيس جورج بوش على لائحة أسلحة طلبتها تايوان. وكان مسؤول في البيت الابيض أعلن ان بوش أعطى موافقته على لائحة طويلة من الأسلحة، هي الأهم التي تمنح لتايوان خلال السنوات العشر الاخيرة، مع تأجيله بيع المدمرات المجهزة بنظام متطور مضاد للصواريخ من طراز "ايغيس". وتبلغ قيمة الصفقة بلايين الدولارات وستحسن سريعاً من الدفاعات البحرية للجزيرة. وستحصل تايوان على اربع مدمرات "كيد"، ستكون جاهزة اعتباراً من العام 2003، في حين لا يمكن تسليم السفن الحربية المجهزة بنظام "ايغيس" قبل العام 2010، ما يعتبر "تحسناً ملحوظاً" قياساً الى الاسلحة التي تملكها تايوان اليوم. وتعارض بكين بيع تايوان "ايغيس"، لأن راداره الالكتروني يمكن ان يغطي افقاً من 360 درجة، ويمكنه ان يشمل أكثر من مئة هدف محتمل في آن. وعلى رغم ان اللائحة التي وافق عليها بوش لا تتضمن نظام "ايغيس"، قد تتسبب هذه المبيعات الاميركية الى تايوان بمزيد من الضرر في العلاقات الصينية - الاميركية المتوترة اصلاً، اثر اصطدام طائرة تجسس اميركية بمقاتلة صينية مطلع الشهر الجاري. الى ذلك، قالت المتحدثة ان "الولاياتالمتحدة انتهكت في صورة خطيرة البيانات الصينية الاميركية الثلاثة المشتركة خصوصاً بيان آب اغسطس 1982 الخاص بخفض تدريجي لمبيعات الاسلحة الى تايوان". وأضافت: "اذا واصلت الولاياتالمتحدة تزويد تايوان أسلحة، فان ذلك سيشكل انتهاكاً للسيادة الصينية، وسيزيد من التوتر في مضيق تايوان، وسيؤثر في السلام والاستقرار في المنطقة". ورحب سياسيون ومحللون من تايوان أمس بالقرار الاميركي، في ظل التهديد بغزو صيني وحشد الصواريخ في مناطق ساحلية مواجهة للجزيرة التي تعدها بكين اقليماً متمرداً، وهددت بمهاجمتها اذا أعلنت الاستقلال. وقال البرلماني المعارض ستيف تشو، وهو جنرال متقاعد: "اننا نشعر بسعادة بالغة... نعطي الاولوية للغواصات". ويذكر ان الصين سحبت بغضب سفيرها لدى هولندا عام 1981 احتجاجاً على بيع تايوان غواصتين من طراز "زواردفيس". وأعيدت العلاقات الديبلوماسية الكاملة عام 1984 بعدما وافقت هولندا على وقف صادراتها العسكرية الى الجزيرة. وفي شنغهاي، قال الاستاذ في مركز الدراسات الاميركية في جامعة فودان وو شينبو، إن قرار بيع الغواصات يتعدى "الخط الاحمر" الاستراتيجي، متوقعاً ان ترد الصين. إلا ان سياسيين ومحللين من تايوان قللوا من المخاوف بأن تزداد العلاقات مع الصين سوءاً بسبب القرار الاميركي. ويأتي القرار الاميركي في ظل زيارة مثيرة للجدل يقوم بها الرئيس التايواني السابق لي تينغ هوي لليابان على رغم التحذيرات الصينية.