هزّ انفجار مدينة كفار سابا في قضاء تل أبيب قرب طولكرم وقلقيلية، فقتل شخصان، احدهما منفذ العملية، واصيب نحو 50 شخصاً بجروح، اصابة احدهم بالغة. وحسب القائد العام للشرطة الجنرال شلومو اهرونيشكي فإن شخصاً "كان يقف قرب محطة الباصات فجّر نفسه لدى توقف باص"، مشيراً الى ان العبوة كانت كبيرة. واعلن استنفار في صفوف الشرطة تحسباً لوقوع عمليات انتحارية عشية احتفال اسرائيل ب"استقلالها" الخميس المقبل. ويأتي هذا الهجوم في وقت اتخذت السلطة الفلسطينية اجراءات للتهدئة، من بينها منع قصف اسرائيل بقذائف "الهاون". كما يأتي بعد أقل من 12 ساعة على اللقاء الأمني الفلسطيني - الاسرائيلي عند معبر ايريز. ووصفت هذا اللقاء بأنه "جدي"، فيما اعتبرته السلطة الفلسطينية "غير كاف"، أما "حركة المقاومة الاسلامية" حماس فهاجمته. ويستعد الفلسطينيون والاسرائيليون لعقد لقاء امني آخر ليل الاحد - الاثنين. وسارعت اسرائيل الى تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن حادث كفار سابا لأنها "لأنها لا تقوم بواجباتها في منع الاعمال الارهابية"، كما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي. وكان مكتبه قال في بيان ان اسرائيل "لا تفرق بين اطلاق قذائف هاون من مناطق السلطة وبين ارتكاب عملية ارهابية في مدن اسرائيلية"، فيما دعا الوزير المتطرف عوزي لنداو الى "رد شديد، أكثر حدة من الرد العسكري في مرات سابقة". كذلك هدد وزير الخارجية شمعون بيريز ب"رد مناسب"، فيما اعتبر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان اسرائيل "لن تكف عن محاربة الارهاب وفي الوقت نفسه ستسعى الى استئناف الحوار مع الفلسطينيين". وربط الرئيس موشيه كتساف بين العملية وبين الاتصالات التي تجري حالياً بين اسرائيليين وفلسطينيين ومن ضمنها اللقاء الأمني الاخير، ودعا القيادة الفلسطينية ورجال الدين الى اطلاق دعوة تحرم سفك دماء الأبرياء، من دون ان يتطرق الى القمع الذي تنفذه الآلة العسكرية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. من جانبها، رفضت السلطة الفلسطينية الاتهام الاسرائيلي، وقال الامين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم ان الهجوم وقع داخل اسرائيل، واضاف: "على رغم اعتراضنا على المساس بمدنيين، لكننا نعتبر ان الجهة الوحيدة المسؤولة عن كل ما يقع هي الاحتلال الاسرائيلي". في المقابل، رحبت حركتا "الجهاد الاسلامي" و"حماس" بالهجوم على الباص، واعتبره أحد قادة "حماس" الدكتور عبد العزيز الرنتيسي "دفاعاً عن النفس" و"حقاً مشروعاً" للفلسطينيين "الذين لن يتوقفوا عن مقاومتهم الاحتلال". كما انتقد اللقاء الامني الاخير الذي قال مدير الأمن الوطني الفلسطيني اللواء عبدالرازق المجايدة ان أربع مذكرات احتجاج قدمت خلاله الى الوفد الاسرائيلي. وأكد أحمد قريعأبو علاء، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ان الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية الأخيرة تتمحور أساساً على المبادرة المصرية - الأردنية، وانها تتم من خلال مبعوث الاتحاد الأوروبي ميغيل انخيل موراتينوس ومبعوث الأممالمتحدة تيري رود لارسن والولايات المتحدة. وهاجم قريع السياسة الاسرائيلية التي تعتمد التعامل مع الأوضاع الحالية كقضية أمنية فقط وتغض الطرف عن أسباب الانفجار الحاصل.