أعلن الجيش اليوغوسلافي عن محاكمة عدد من أفراده للاشتباه بارتكابهم جرائم حرب في كوسوفو. وأكد ان تصرفه اثناء محاولة اعتقال الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش كان صائباً. أفاد الناطق باسم الجيش اليوغوسلافي العقيد سفيتوزار راديشيتش، ان الجيش "ملتزم بالمواثيق الدولية الخاصة بقضايا الحروب". وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في بلغراد ونشرت تفاصيله أمس، أن الجيش أجرى تحقيقات حول تصرف أفراده "أثناء الدفاع عن الوطن خلال غارات الحلف الأطلسي والمعارك التي نشبت مع الارهابيين في كوسوفو، وتمت احالة 24 من منتسبيه الى المحاكم العسكرية للاشتباه بارتكابهم ما يعتبر جرائم حرب". وأكد الناطق ان هذه التحقيقات والمحاكمات "تمت بمبادرة من قيادة الجيش، ومن دون انتظار ان يطلب احد منها ذلك". وتوقع العقيد زديشيتش ان "يهاجم المتمردون الألبان" وحدات الجيش اليوغوسلافي عند انتشارها في المنطقة العازلة بين بلديتي بريشيفو وبويانوفاتس والتي شهدت اشتباكات أخيراً. ودافع الناطق بقوة عن تدخل وحدة الجيش التي كانت تحرس منزل ميلوشيفيتش أثناء محاولة اعتقاله وقال: "انها تصرفت في شكل كامل بموجب القوانين في تأدية مهمتها، وتجنبت احداث مشكلة مع رجال الشرطة الذين جاؤوا لتنفيذ الاعتقال". واعتبر الذين ينتقدون الجيش في هذه القضية انهم "يجهلون القانون، ولذلك فهم يتحدثون بأسلوب غير مسموح به". وأكد الناطق ان الخطأ الذي حصل أثناء اعتقال ميلوشيفيتش، تتحمله وزارة الداخلية الصربية التي أرسلت أفراد الشرطة للقيام بالعملية، من دون اعلام رئاسة البلاد وقيادة الجيش بذلك، وان الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه أشار الى ان "ما تحدث عنه وزير الداخلية الصربي دوشان ميخائيلوفيتش حول تصرفات خاطئة للجيش، لم يكن صحيحاً". ووصف "الحملة الملفقة" التي يشنها البعض على الجيش بأنها "اعتداء على الدولة وشعبها، وانها صعبة جداً في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد، لأنها ترمي الى اضعاف قوة القوات المسلحة اليوغوسلافية". وعلى رغم ان الناطق اشار الى ان هذه التصريحات تأخرت بعض الوقت في انتظار استتباب الأمور، فإن المراقبين في بلغراد اعتبروها انها حصلت بتوجيه من الرئيس كوشتونيتسا، وفي اطار الخلافات العنيفة بينه وبين أطراف في "الحركة الديموقراطية الصربية" الموالية لقطب الحركة المنافس له رئيس الحكومة الصربية - رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش - والذي يتضامن معه وزيرا الداخلية والعدل الصربيين: دوشان ميخائيلوفيتش وفلادان باتيتش. وبخصوص الاعتراف "بجرائم الحرب في كوسوفو" فإن الناطق أوضح انه تم بمبادرة ذاتية من الجيش ومن دون انتظار طلب خارجي، معتبراً ان القضية من الشؤون الداخلية وانها حسمت. ولذلك رفض الكشف عن أسماء الذين جرت احالتهم الى المحاكم أو تفاصيل التهم الخاصة بهم. روسيا ونقل تلفزيون بلغراد أمس عن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان اقليم كوسوفو "أصبح مركزاً رئيسياً للارهاب والجريمة في أوروبا، بسبب التساهل الغربي مع المتشددين الألبان". وأكد ان موسكو تعارض "الميول الانفصالية في منطقة البلقان" ما اعتبره المراقبون موقفاً روسياً ضد امكانية انفصال جمهورية الجبل الأسود عن الاتحاد اليوغوسلافي، التي ستجري فيها انتخابات حاسمة في هذا المجال غداً الأحد. واعتبر ايفانوف ان "معظم التنبؤات المتشائمة في شأن البلقان أصبحت حقيقة" وأكد ما عرضته روسيا سابقاً من ان على جميع دول منطقة البلقان "توقيع اتفاق يؤكد الاعتراف المتبادل بينها ووحدة الأراضي في المنطقة".