تركزت ردود فعل الاوساط المصرية تجاه اعلان مجلس سلامة النقل الاميركي "تقرير حقائق" عن كارثة سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" قبالة السواحل الشرقية الاميركية نهاية تشرين الاول اكتوبر الماضي، على التشكيك في نزاهة التحقيقات الاميركية والاعتقاد بأن المحققين يسعون الى ادانة مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي. واصدرت رابطة الطيارين المصريين بياناً امس ذكر ان السلطات الاميركية "تسعى بواسطة الاعلام الاميركي القوي الى تهيئة الرأي العام العالمي للقبول بنظرية الانتحار". ورد على ما ورد في تقارير لمكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي عن مزاعم بتصرفات جنسية ارتكبها البطوطي في الولاياتالمتحدة، فقال: "لن ندخل المستنقع الاميركي القذر لانهم خططوا بعد سقوط الطائرة وقبل بداية التحقيقات لإدانة الطيارين المصريين والصاق التهم لهم حين بدأوا برواية الانتحار وألصقوها أولاً بقائد الطائرة احمد الحبشي ثم مساعده عادل انور قبل ان يستقروا في النهاية على جميل البطوطي". واضاف البيان: "ثبت من خلال تقارير اجهزة الرادار وجود اجسام غريبة على اجهزة الرادار بجوار الطائرة. فلماذا لم يفتح ملف اسقاط الطائرة بصواريخ، او سقوطها من خلال وضع متفجرات في مجموعة الذيل خصوصاً انه لم يعثر عليها بعد سقوط الطائرة". واختتم البيان: "ان وجود كل الاوراق لدى سلطات التحقيق الاميركي يجعلنا نتخوف من نزاهة لجنة التحقيق". وكشفت مصادر مصرية مطلعة ان خلافاً مصرياً - اميركاً تفجر بسبب رفض الجانب الاميركي الافراج عن بعض بيانات واجهزة الرادار بحجة ان تلك البيانات سرية، وان الجانب المصري اعتبر ان تسريب بعض المعلومات اضر التحقيقات ونزاهتها وتسبب في الم بالغ لأسر الضحايا وخصوصاً اسرة مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي. وسيعقد خبراء فنيون من الجانبين اجتماعاً الخميس المقبل بهدف مناقشة الجوانب الناقصة في تقرير الحقائق. وعُلم ان الجانب المصري سيطلب الدخول كطرف اساسي في التحقيقات اللاحقة وسيقدم بيانات جديدة لاستكمال تقرير الحقائق قبل تحليله ورصد اسباب الكارثة. ومعروف ان التقرير المذكور تضمن خطاباً رسمياً مصرياً يعترض على المعلومات التي قدمها مكتب التحقيقات الفيديرالية حول تصرفات البطوطي في فندق بنسلفينيا في نيويورك على اساس ان تلك المعلومات "تمثل اساءة له ولاسرته ولا تمثل اي علاقة بالتحقيقات". ووزعت "مصر للطيران" نص وثيقة ارفقتها بتقرير "الحقائق" أوضحت وجهة النظر المصرية في اسباب سقوط الطائرة، واشارت الى ان "خللاً في أجزاء مهمة في نظام عمل رافعات الطائرة قد يكون السبب في الكارثة"، لافتة الى ان التكهنات الاولية حول سبب تحطم الطائرة "استندت الى ترجمة خاطئة للعبارة التي نطق بها مساعد الطيار بالعربية في اللحظات الاخيرة قبل سقوط الطائرة". ولاحظت الوثيقة انه "لا يوجد في التسجيل الصوتي لكابينة الطائرة او تسجيل بيانات الطائرة ما يوضح تعمد اسقاط الطائرة". ونقلت عن كارل فوجت الرئيس السابق لهيئة سلامة النقل الاميركية والذي ساعد فريق التحقيقات المصري قوله "ان التقرير المفصل للحقائق يوضح ان الطائرة استعادت بعض ارتفاعها عقب السقوط الهائل وذلك خلال اللحظات الاخيرة للرحلة وان ذلك يشير الى محاولات الطاقم انقاذ الطائرة". واضافت الوثيقة "ان التحليل المفصل لتسجيل بيانات الطائرة واختبار المحاكاة العملي الذي اجرى عقب ذلك لطائرة "بوينغ 767" لا يقدمان أي دليل معقول يساند التكهنات الاولية بأن انفصال الرافعات نتج عن أي صراع داخل كابينة القيادة من اجل السيطرة على الطائرة".