القاهرة - "الحياة" - ماذا نعرف عن السينما اليابانية؟ ربما تعرف قلة من القراء أو محبي السينما العرب اسم كوروساوا صاحب "الساموراي السبعة" أو اسم اوشيما. ولكن لا شيء عدا هذا. فاليابان، حضارة وسينما وفكراً، تبدو لنا بعيدة وكأنها عالم آخر تماماً، على رغم وجودها صناعياً وإلكترونياً في شوارعنا وبيوتنا. لسد هذه الثغرة، وفي مجال السينما تحديداً، أصدر الناقد ايمن يوسف، كتاباً مهماً عنوانه "حوار مع السينما اليابانية المعاصرة" هو نتيجة لزيارات عدة قام بها الى اليابان، واللقاءات اجراها مع مخرجين شاهد معظم أفلامهم، ومعظمهم ينتمي الى الجيلين الأجدين في مسار سينمائي صار عمره اليوم قرناً من الزمن. في كتابه الصادر في مصر بالتعاون مع "مؤسسة اليابان"، يضع ايمن يوسف قارئه على تماس مباشر مع عدد من اصحاب أشهر الأسماء في عالم السينما اليابانية اليوم، من ايمامورا الفائز بالسعفة الذهبية في "كان" الى شونجي ايواي، ومن اوشيما صاحب فضيحة "امبراطورية الحواس" قبل ربع قرن وشينودا الى نوبو هيروسوا وناءومي سنتو، وغيرهم. وفي المحصلة 12 حواراً غنياً بالتعريف، يضع القارئ امام سينما غنية ومتنوعة تعرف دائماً كيف تنهض من رمادها. غير ان أيمن يوسف لا يكتفي بهذه الحوارات التي يرفقها بتقديم عن حياة وعمل كل من المخرجين الذين يحاورهم، بل يضع مقدمة مكثفة تستعرض بعض الملامح الأساسية في تاريخ السينما اليابانية، وتحدد زمن الإطلالة الحقيقية لهذه السينما على العالم سنوات الخمسين، كما تحاول أن تربط بين فن السينما الياباني والفنون اليابانية الأخرى مسرح الكابوكي، الموسيقى، الأدب، التاريخ.... الخ. كتاب غني ومفيد قد يكون الشرط الأساسي لتعميم فائدته ان يشكل صدوره مناسبة لعرض بعض الأفلام اليابانية المتميزة، في الصالات العربية أو على شاشات التلفزة.