هاجم بيان لمجلس الوزراء الكويتي أمس النظام العراقي بشدة، مشيراً إلى "نيات عدوانية للنظام ضد الكويت ودول المنطقة، وإصراره على النهج التوسعي". وستبدأ الحكومة الكويتية قريباً حملة ديبلوماسية وإعلامية لاستثمار ما تعتبره مكاسب تحققت من القمة العربية الأخيرة في عمّان، فيما أكد الأردن أن الكويت ليست ملزمة "صيغة توفيقية" رفضها العراق في القمة، تتعلق بمعالجة "الحالة" بين البلدين. وقدم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد خلال الجلسة الأسبوعية للمجلس أمس شرحاً لمداولات القمة، وفحوى اللقاءات الجانبية بين الوفد الكويتي ورؤساء الوفود العربية. وجاء في بيان ان المجلس "أعرب عن ارتياحه إلى تفهم القادة العرب ودعمهم الجدي ومساندتهم لمطالبة العراق باحترام استقلال دولة الكويت وسيادتها، وانهاء مأساة الأسرى والمرتهنين الكويتيين، ودعوته إلى اتمام تنفيذ كل التزاماته تجاه تطبيق القرارات الدولية". وعبر عن استيائه من "خروج العراق على الاجماع العربي الذي تجاوبت الكويت في إقراره". وشدد على "قلق" الكويت من "الموقف العراقي الذي يعكس حقيقة نياته العدوانية تجاه دولة الكويت ودول المنطقة، وإصراره على النهج التوسعي الذي كان وراء واقع مأسوي يعيشه شعبه وتشهده المنطقة". وأكد ان هذا النهج "لن يترتب عليه إلا المزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة والمزيد من المعاناة للشعب العراقي". ونقلت صحف كويتية أمس عن الشيخ صباح ان موفدين من الحكومة الكويتية سيزورون دولاً منها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وإيران وتركيا لشرح المواقف والخطوات التي اتخذتها الكويت خلال قمة عمّان، وان وسائل الإعلام الكويتية ستبدأ حملة لتوضيح الموقف الكويتي من "الحالة الكويتية - العراقية". وامتدح الشيخ صباح دور السعودية خلال قمة عمّان. إلى ذلك، أكد الأردن أمس أن من حق الكويت اتخاذ الموقف الذي يناسبها في شأن الصيغة التوفيقية التي رفضها العراق. وأوضح مسؤول أردني ل"الحياة" ان القمة العربية لم تقر الصيغة بسبب رفض بغداد، مما حال دون ادراجها في البيان الختامي للقمة. وأشار إلى أن ما جاء في "إعلان عمّان" لم يكن ملزماً، على رغم أنه يشير إلى "اجماع عربي" عبرت عنه القمة. واعتبر أنه لا يمكن مطالبة الكويت بالالتزام بموقف لم يلتزمه العراق في شأن المسألة العراقية - الكويتية، وان أي جهود مستقبلية للمصالحة بين البلدين "تتطلب من العراق معاودة النظر في مواقفه". وكان المسؤول الأردني يعلق على تصريحات لصباح الأحمد، أكد فيها أن الورقة التي قدمتها بلاده إلى القمة وتضمنت قبولاً بعدد من المطالب العراقية "لم تعد قائمة". وتتضمن "الصيغة التوفيقية" دعوة إلى رفع العقوبات عن العراق والعمل لتسيير رحلات للطيران المدني من هذا البلد وإليه، والإقرار بمطالب بغداد في شأن وجود مفقودين عراقيين إلى جانب وجود أسرى كويتيين. "الجهاد" و"جيش عدن"