أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد في القاهرة مجدداً شروط بلاده لإتمام المصالحة مع العراق وفي مقدمها عودة الأسرى الكويتيين والاعتذار عما حدث وتنفيذ قرارات مجلس الأمن. دعا وزير الخارجية المصري عمرو موسى اثر لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح امس الاثنين في القاهرة الى التعامل بجدية مع الوضع في العراق. وقال إن "هناك شعوراً عاماً بأنه يجب التعامل بجدية مع الوضع داخل العراق ومعاناة الشعب العراقي". واضاف بعد المحادثات ان "الحالة بين العراقوالكويت برمتها ستكون بنداً مدرجاً على جدول اعمال القمة العربية في عمّان". وأوضح موسى ان "المحادثات المصرية - الكويتية كانت ضمن اطار الحديث عن تحريك الامور فى ضوء وجود ضرورة لمناقشة هذا الأمر في القمة". ورداً على سؤال عن عودة التشدد الكويتي تجاه بغداد والمطالبة باعتذار عراقي واضح قال موسى "لا أرى تشدداً"، مشيراً إلا أنه لا تزال هناك فجوة بين الطرفين. وفي شأن ما يتردد عن تاجيل طلب تخفيف الحظر عن العراق، أكد موسى ان الكويت "لم تطلب ذلك". وأكد وزير الخارجية الكويتي ان بلاده ستثير مسألة الأسرى والمفقودين الكويتيين خلال قمة عمان. وقال الشيخ صباح بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك ان "اهم شيء بالنسبة للكويت هو قضية الاسرى التي تعتبر قضية انسانية قبل ان تكون سياسية". وقال انه سلم مبارك رسالة من امير الكويت الشيخ جابر الاحمد تتعلق بالعلاقات الثنائية و"الوضع العربي بصورة عامة والقمة العربية المقبلة". واشار الشيخ صباح الى جولته العربية الحالية التي تشمل دمشقوالقاهرة وبيروت وعمان واليمن، وقال، رداً على سؤال عن حل وسط بين شروط الكويت ومواقف العراق من أجل إنجاح القمة: "إن هناك قرارات لمجلس الأمن تحت الفصل السابع". وأعرب عن اعتقاده بأن الكويت لا تستطيع ان "تزيل هذه القرارات من مجلس الأمن" وهي "قرارات تتعلق بالأسرى وعدم التحرش والاعتداءات". منبهاً الى أن هذه الشروط "ما زالت معترفاً بها من كل الدول لأنها ليست شروط الكويت بقدر ما هي شروط مجلس الأمن". الأولوية للقضية الفلسطينية واكد الشيخ صباح ان الأولوية للقضية الفلسطينية وخصوصاً قضية القدس "التي لا تعد ملكاً لفلسطين فقط وإنما للعرب والمسلمين ككل". وقال: "في الوقت ذاته تأتي قضية الكويت والخلافات مع العراق ولكنها في المقام الثاني"، وكان الصباح يرد بذلك على سؤال عن رؤيته لما ينبغي أن تركز عليه القمة المقبلة في عمان. وصرح الصباح للصحافيين عقب مأدبة غداء اقامها موسى على شرفه في النادي الديبلوماسي أن بلاده تطالب بلتزام العراق بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة، وأعرب الصباح عن أمله في أن تكون قمة عمان لقاء محبة وأخوة بين الاشقاء. ونفى إقلاع الطائرات الاميركية والبريطانية التي تغير على العراق من أراضي السعودية أو الكويت، وقال إنها تقلع من البحر ومن تركيا وليس من الكويت او السعودية. وأكد الصباح أن طرح ملف "الحالة بين العراقوالكويت" على قمة عمان ليس أمراً جديداً، مشيراً إلى أن الخلافات الكويتية مع دول الضد طويت صفحتها وأغلقت تماماً. وأوضح بعد محادثات مع رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد ان لا مجال لفتح صفحة جديدة مع العراق خلال القمة العربية وانه يتعين على بغداد تلبية المطالب الكويتية أولاً. وقال الشيخ صباح الذي يقوم بجولة عربية انه لا يمكن ان تكون هناك مصالحة قبل ان تعتذر بغداد عن غزو الكويت في العام 1990 وتطلق سراح الاسرى الكويتيين وحتى تعود "الممتلكات المسروقة". وكان الشيخ صباح أعرب في تصريحات لدي وصوله الى القاهرة الاحد عن تأييد بلاده لرفع العقوبات عن العراق من دون ان يربط ذلك بالاصرار الكويتي على ان تذعن بغداد اولا لقرارات مجلس الامن وان تعيد الاسرى. وقال الشيخ صباح ان اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل القمة سيبحث في العلاقات الكويتية - العراقية. اللجنة المصرية - الكويتية وأعلن رئيس الوزراء المصري أمس أن اجتماعات اللجنة المصرية - الكويتية العليا ستعقد في الاسبوع الثاني من نيسان ابريل المقبل في الكويت. واضاف انه سيسبق انعقاد اللجنة قيام وفد مصري وزاري بزيارة الى الكويت للبحث في "مجالات التعاون في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية". وكانت اللجنة ستبحث في اجتماعاتها التي كانت مقررة في 19 و20 آذار مارس الجاري، برئاسة وزيري الخارجية في البلدين ستبحث في تهيئة الاجواء لابرام اتفاق للتجارة الحرة بينهما. وعقدت اللجنة المشتركة اولى دوراتها في الكويت في العام 1998. وكان الشيخ صباح وصل الى القاهرة مساء أول من أمس وصرح في المطار بأن الكويت ترحب بعقد القمة وتتمنى لها النجاح، وفي شأن الحصار المفروض على العراق قال الشيخ صباح: "إن أي ألم يشعر به الشعب العراقي نشعر به نحن ايضاً في الكويت". وأعرب عن أسفه لما يتردد من أن الكويت دائماً ترفض رفع الحصار عن العراق، وقال إن هذا غير حقيقي، وزاد: "نحن نوافق على رفع الحصار" مؤكداً أن الكويت تطالب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وتحكيم العقل للمّ شمل الأمة العربية.