تجددت مساعي الوساطة الاسلامية بين قادة الحكم في السودان وحلفائهم السابقين في حزب المؤتمر الوطني الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي، بعد موافقة الحزب على بيان الوسطاء الذي تضمن تسعة بنود أبرزها "اطلاق سجناء الرأي ... وعدم ابرام أي اتفاق مع الأعداء الا بتفويض من الدولة". وأجرى رئيس وفد الوساطة عبدالمجيد الزنداني حزب التجمع اليمني للاصلاح لقاء طويلاً ليل أول من أمس مع الترابي في معتقله بعد تلقيه خطاباً من المؤتمر الشعبي ممهوراً بتوقيع مسؤول الدائرة السياسية محمد الحسن الأمين يعلن فيه موافقة الحزب على بيان الوسطاء "لأنهم لم يجدوا فيه ما يعارض أهدافهم". لكن الزنداني قال للصحافيين ان الحكومة اشترطت موافقة الترابي كتابة. وعلم ان الترابي اقترح خلال لقائه الزنداني اجراء تعديلات على بنود البيان تتصل بالبند الثالث المتعلق ب"اطلاق سجناء الرأي وعدم ابرام أي اتفاق مع الأعداء المحاربين الا بتفويض من الدولة"، والبند السادس عن "اعطاء الحكومة فرصتها الدستورية لتنفيذ برنامجها مع تقديم النصح اليها كلما اقتضى الأمر ذلك والوفاء لها بالطاعة الشرعية"، الى جانب تعديلات على صوغ بعض البنود الأخرى. ووعد بالتوقيع على البيان حال تضمينه تعديلاته. وأبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان الزنداني وافق على اقتراحات الترابي، ووعد بعرضها على الحكومة، ويتوقع في حال وافقت قيادة الحكم على التعديلات التي ادخلت على بيان الوسطاء ان يطلق سراح الترابي وقادة حزبه المعتقلين منذ نحو شهرين. وقال عضو المكتب القيادي في المؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة ان حزبه لم يتسلم بعد بيان الوسطاء من الزنداني بتعديلاته الجديدة، موضحاً ان اجتماعاً سيعقد اليوم للمكتب القيادي لدرس الأمر واتخاذ قرار في شأنه، متهماً الحكومة ضمناً بالتشدد والسعي الى إفشال الوساطة، ومشيراً الى استعجال الرئيس عمر البشير باعلانه الخميس فشل الوساطة والتصريحات المتشددة للأمين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم أحمد عمر التي اعتبر فيها ان سجناء الرأي الذين دعا الوسطاء الى اطلاق سراحهم لا يشملون معتقلي المؤتمر الشعبي. كما عقد الزنداني لقاء آخر مع البشير وبعض قادة حزبه تبلغ خلاله رأي الحكومة بأن تراجع المؤتمر الشعبي عن "مذكرة التفاهم" مع "حركة التمرد" من شأنه خلق مناخ ايجابي لتحقيق التقارب بين وجهات النظر وصولاً الى تجاور الخلافات القائمة. واشترط الحصول على قبول الترابي بعدما حمل اليه الزنداني رغبة حزب الترابي في اصدار بيان ترحيب بجهود الوساطة. الى ذلك رحب وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين بالمبادئ التي تضمنها بيان وفد الوساطة الاسلامية ووصفها بأنها "صحيحة ومقبولة".