تواصلت ردود الفعل الدولية والعربية والاسلامية على العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان وأعربت عن "استنكارها وإدانتها بشدة لهذه الهجمات" واعتبرتها "تصعيداً خطيراً لا تتفق مع المواثيق الدولية". واستنكر الرئيس المصري حسني مبارك بشدة امس الغارات الجوية "الواسعة النطاق التي قامت بها اسرائيل ضد اهداف حيوية ومدنية في الاراضي اللبنانية". وقال في تصريحات وزعتها "وكالة انباء الشرق الاوسط" ليل اول من امس ان "ذلك يمثل تصعيداً خطيراً لا يتفق مع المواثيق الدولية ولا يساعد على بناء عملية السلام المتعثرة في منطقة الشرق الاوسط". ووصف مبارك ما قامت به اسرائيل بأنه "يمثل عدواناً لا يتناسب في حجمه وآثاره مع ما تعرض له شمال اسرائيل". واستنكر الامين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد في اتصال هاتفي برئيس الحكومة سليم الحص، التصعيد العسكري الاسرائيلي، واعتداءاتها على الاراضي اللبنانية وتدميرها للمرافق الحيوية، وأكد دعم الجامعة للموقف اللبناني الداعي الى تنفيذ اسرائيل لقرار مجلس الامن 425 بخصوص الانسحاب غير المشروط من الاراضي اللبنانية، كما ساند عبدالمجيد حق لبنان في الحصول على التعويضات المالية المناسبة. وبعث عبدالمجيد برسائل الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ورئيس مجلس الامن الدولي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وحضهم التدخل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية وتنفيذ قرار مجلس الامن 425 من دون اية شروط. ودانت الجمهورية الاسلامية الايرانية بشدة الهجمات العسكرية الاسرائيلية على لبنان وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الدولة اليهودية "لوقف سلوكها الوحشي والاجرامي". ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حامد رضا اصفي قوله "يظهر الهجوم الروح العدوانية المولعة بالقتال للنظام الصهيوني في المنطقة. والقوى التي تمد النظام بأحدث الاسلحة مسؤولة ايضاً عن هذه الجرائم". ودعت دولة الامارات العربية المتحدة الدول الكبرى وخصوصاً أميركا الى ارغام اسرائيل على تنفيذ القرار 425. وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية "التضامن مع لبنان في كل ما يتخذه من اجراءات للدفاع عن ارضه". واستنكرت قطر على لسان وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، العدوان الاسرائيلي. ورأت الدوحة ان العدوان الاسرائيلي يشكل "تهديداً سافراً لسيادة لبنان وأمنه واستقراره". ودعت "المجتمع الدولي الى التدخل الفوري السريع لوضع حد لهذه الاعتداءات وتنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 425 من دون قيد او شرط". وحض وزير خارجية البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة المجموعة الدولية على وضع حد للعدوان و"الوقوف امام اسرائيل التي تتحدى قرارات الاممالمتحدة وعملية السلام". واستنكرت القيادة الفلسطينية الغارات الجوية الاسرائيلية واعتبرتها "تصعيداً خطيراً و"ضربة قاتلة" لعملية السلام والجهود الدولية المبذولة لتحريك المسارين السوري واللبناني". وأكد بيان اجتماعها "تضامنها ووقوفها الى جانب الشعب اللبناني"، ودعت "المسؤولين في لبنان الى الوحدة والتلاحم لتفويت الفرصة على الحكومة الاسرائيلية التي تحاول بكل السبل نسف مسيرة السلام على كل المسارات". من جهة ثانية، اكدت القيادة الفلسطينية "استعدادها للتعاون مع السلطات اللبنانية لوقف تحركات بعض القوى المشبوهة الهادفة الى الاساءة الى اهلنا في مخيمات اللاجئين في لبنان". وأضافت ان "جماهيرنا وكل القوى المخلصة عبّرت عن استعدادها الكامل للتعاون مع الاخوة اللبنانيين رسميين وقوى شعبية لقطع دابر الفتنة خدمة للاخوة اللبنانية - الفلسطينية". وأكد الناطق الرسمي في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير على "حق المقاومة اللبنانية في الدفاع عن الاراضي اللبنانية وطرد الغزاة المحتلين منها". ودانت حركة "المقاومة الاسلامية الفلسطينية" حماس الغارات معتبرة اياها رسالة يجب ان يدرسها اولئك الذين رحبوا بمجيء باراك وسعوا اليه وساعدوه بغباء وقصر نظر". ونقل السفير البريطاني في لبنان ديفيد ماكلينان الى الحكومة اللبنانية "تعاطف بلاده مع لبنان والتنديد باستهداف المدنيين والمنشآت غير العسكرية". وأشار بيان للسفارة البريطانية ان ماكلينان ابلغها ان حكومة بلاده ستسلم تل أبيب رسالة تحض على ضبط النفس. وحض الاطراف كافة على ضبط النفس مؤكداً ان تفاهم نيسان يوفر افضل الضمانات لسلامة المدنيين. وكان لبنان تلقى اول من امس اتصالات كثيفة كان ابرزها من الرئيس السوري حافظ الأسد وأعرب عن وضع كل امكانات سورية في تصرف شعب لبنان وحكومته" وقد شكره لحود.