في ضوء نقاش علمي واجتماعي، اضطرت الحكومة البريطانية اخيراً الى اطلاق حملة دعائية تحث الآباء على اعطاء اللقاح الثلاثي للأطفال. وثار النقاش بعدما نشر الاختصاصي في امراض الاطفال من مستشفى لندن الملكي الدكتور اندرو وايكفيلد، ورقة بحث علمي ربط فيها بين اللقاح الثلاثي ومرض التوحد "أوتيزم" Autism. ويعد التوحد من الاضطرابات النفسية - العقلية التي تصيب الاطفال وتؤخر تطور المدركات اللغوية والقدرات الذهنية والمهارات الحركية، فضلاً عن انه من امراض التخلف العقلي، على رغم تفاوت أشكاله في الحدة والتأثير. وسبق للباحث نفسه نشر مقال في مجلة "لانسيت" الذائعة، ملاحظاً ظهور التوحد في 12 طفلاً، بعد اسبوعين من حقنهم باللقاح. وردت وزارة الصحة مزاعم وايكفيلد تلك عند ظهورها عام 1998. وفي العادة، تبدأ اعراض التوحد بالظهور في عمر 18 شهراً، وتُعطى الجرعة الاولى من اللقاح الثلاثي في عمر السنة او السنة وثلاثة اشهر. اذاً من المحتم ان "تظهر" اعراض التوحد لدى اطفال لقحوا حديثاً، سواء وجدت صلة بين اللقاح والتوحد ام لا! وتتناقض ملاحظات وايكفيلد مع نتائج دراسة مديدة وموسعة اجريت في فنلندا شملت 8،1 مليون طفل اعطوا اللقاح الثلاثي منذ العام 1982، ولم تظهر اي رابط بين اللقاح والتوحد، في الاطفال الذين تمت متابعتهم، 14 سنة. هل كان "محتماً" على الدراسة الفنلندية ان تخطئ في شأن العلاقة بين اللقاح والتوحد؟ يثير البعض هذا اللقاح ويشير الى ان الدراسة اعتمدت على درجة تبليغ الطاقم الطبي بظهور اعراض جانبية ولما لم تكن العلاقة بين اللقاح والتوحد مقترحة خلال زمن الدراسة، فمن "الطبيعي" غيابها عن ذهن الملاحظين! عن مجلة "نيوساينتست"